للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الرسالة السادسة والتسعون: إلى زيد بن محمد آل سليمان]

...

الرسالة السادسة والتسعون١

قال جامع الرسائل:

وله – قدس الله روحه ونور ضريحه - رسالة أيضا إلى زيد بن محمد آل سليمان، وهذا نصها:

بسم الله الرحمن الرحيم

من عبد اللطيف بن عبد الرحمن، إلى الأخ المكرم المحب زيد بن محمد – حفظه الله من طوائف الشيطان، وجعلنا وإياه من أوعية العلم، وحرسنا وإياه من مضلات الفتن وتلاعب الشيطان. سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، وهو للحمد أهل، وهو على كل شيء قدير، وأساله اللطف بنا وبكم وبكافة المسلمين عند كل كرب عسير.

وقد بلغكم خبر الوقعة التي جرت على إخوانكم وتفصيلها عن ألسن القادمين وقد لطف الله بنا، ودفع ما هو أشد من استباحة البيوت والمحارم حين صارت الهزيمة، وجنب عبد الله الديرة، وكتبت لسعود خطا، ونادى في مُخَيَّمه بالكف عن الرياض، وأن البلد سلَّمت. فدفع الله بذلك شرا عظيما. وثاني يوم وصلته في مخيمه، وأكثرت عليه في أمر المسلمين، وأظهر القبول، وكف عن كثير من الناس، وأُدخل له طارفة ٢ في القصر، واستقر أمره.

وهذه الفتن أصاب الإسلام منها بلاء عظيم، قلعت قواعده، وانهدمت أركانه، واجتثت بنيانه. وهل عند رسم دارس من مغول. فالواجب مساعدة إخوانكم بصالح الدعاء، ونشر العلم، وبذل النصائح، وتقديم خوف الله على مخافة خلقه. وما منكم


١ وردت هذه الرسالة في حاشية "أ" ص ٤٩.
٢ طارقة: يقال: جاء فلان بطارقة عين أي: بمال كثير. لسان العرب، ٩/٢١٣-٢١٤، مادة "طرف".

<<  <  ج: ص:  >  >>