للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن الطريق، وبين هاتين الشعبتين، شعب متفاوتة، منها ما يلحق شعب الإيمان بشعبة الشهادة، ويكون إليها أقرب، ومنها ما يلحق بشعبة إماطة الأذى عن الطريق، ويكون إليها أقرب، والتسوية بين هذه الشعب في اجتماعها، مخالف للنصوص، وما كان عليه سلف، الأمة وأئمتها.

وكذلك الكفر أيضاً, ذو أصل وشعب، فكما أن شعب الإيمان إيمان، فشعب الكفر كفر، والمعاصي كلها من شعب الكفر، كما أن الطاعات كلها من شعب الإيمان] (١) ، ولا يسوّى بينها في الأسماء والأحكام، وفرق بين من ترك الصلاة، أو الزكاة، أو الصيام، أو أشرك بالله، أو استهان بالمصحف؛ وبين من سرق، أو زنى، أو انتهب، أو صدر منه نوع موالاة (٢) ، كما جرى لحاطب. فمن سوى بين شعب الإيمان في الأسماء والأحكام, أو سوى بين شعب الكفر في ذلك، فهو مخالف للكتاب والسنة، خارج عن سبيل سلف الأمة، داخل في عموم أهل البدع والأهواء.


(١) ما بين المعقوفتين نقله الشيخ من كتاب الإمام ابن القيم -رحمه الله- المسمى: "كتاب الصلاة وحكم تاركها"، ص٥٣, بتصرف. وقد أتى بها الإمام ابن القيم، بعد سرده لأقوال العلماء في كفر تارك الصلاة، ثم قال: "فصل في الحكم بين الفريقين"، فذكر هذا التفصيل.
وانظر أيضاً: التمهيد، لما في الموطأ من المعاني والأسانيد، لأبي عمرو يوسف بن عبد البر (ت٤٦٣هـ) طبعة وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، بالمملكة المغربية، ١٣٩٩هـ/١٩٧٩م، ٩/٢٣٨. مسائل الإيمان، للقاضي أبي يعلى، تحقيق سعود بن عبد العزيز الخلف، دار العاصمة، الرياض، النشرة الأولى، ١٤١٠هـ، ص١٥٢.
(٢) أي: نوع موالاة المشركين والكفار (المحرمة) .

<<  <  ج: ص:  >  >>