للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

علومهم، وقلة تكلفهم. قال ابن مسعود /رضي الله عنه/" (١) من كان متأسياً /فليتأس/ (٢) بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فإنهم أبرُّ هذه الأمة قلوباً، وأعمقها علماً، / وأقلها/ (٣) تكلفاً، قوم اختارهم الله لصحبة نبيه، فاعرفوا لهم حقهم؛ فإنهم على الهدى المستقيم" (٤) . وقد كاد الشيطان بني آدم بمكيدتين عظيمتين، لا يبالي بأيهما ظفر:

إحداهما: الغلو، ومجاوزة, الحد, والإفراط.

والثانية هي: الإعراض، والترك، والتفريط.

قال العلامة ابن القيم -رحمه الله تعالى- لما ذكر شيئاً من مكايد الشيطان: قال بعض السلف: "ما أمر الله سبحانه بأمر، إلا وللشيطان فيه نزغتان: إما إلى تفريط وتقصير، وإما إلى مجاوزة وغلو، ولا يبالي بأيهما ظفر". وقد اقتطع أكثر الناس، إلا أقل القليل، في هذين الواديين: /واد/ (٥) التقصير، /وواد/ (٦) المجاوزة والتعدي، والقليل


(١) ساقط في (ب) ، و (ج) ، والمطبوع.
(٢) كذا في (أ) ، وفي بقية النسخ، والمطبوع: (فليأتس)
(٣) في (ب) ،و (ج) ، و (د) : (وأقلهم) . وقد صححه ناسخ (أ) بالهامش على ما أثبته، وهو كذلك في المطبوع، وفي "جامع بيان العلم وفضله"، وغيره من المراجع التي خرجت هذا الأثر. انظر الهامش التالي.
(٤) نقل المصنف كلام ابن مسعود هذا بتصرف. فقد ورد بلفظ: "من كان مستناً فليستن بمن قد مات، أولئك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، كانوا خير هذه الأمة، وأبرها قلوباً ... ". ورد في: جامع بيان العلم وفضله، لابن عبد البر (ت٤٦٣هـ) ، المكتبة العلمية بالمدينة المنورة، ٢/٩٧. جامع الأصول من أحاديث الرسول، لابن الأثير (٦٠٦هـ) ، تحقيق محمد حامد الفقي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، ط/١، ١٤٠٠هـ-١٩٨٠م، ١/١٩٩. شرح السنة للبغوي، ١/٢١٤. مشكاة المصابيح للتبريزي، ١/٦٧-٦٨. مجموع الفتاوى، لشيخ الإسلام، ٢٤/٣٢١-٣٢٢.
(٥) في (ب) ، والمطبوع (وادي) بإثبات الياء، وهكذا في إغاثة اللهفان، وهو خطأ؛ إذ يجب حذف الياء للإضافة.
(٦) في (ب) ، و (ج) ، والمطبوع: (ووادي) ، وهكذا في الإغاثة. وهو خطأ كالذي قبله.

<<  <  ج: ص:  >  >>