للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والتعطيل، وتجديد معاهد الشرك والتمثيل، وإطفاء أنوار الإسلام الظاهرة، وطمس منار أركانه الباهرة، وهو العدو الذي اشتدّت به الفتنة على الإسلام والمسلمين، وعزّ بدولته جانب الرافضة (١) ، والمرتدين، ومن على سبيلهم من المنحرفين، والمنافقين فمثل هذه البلدة تخص من عمومات الرخصة، لوجوه، منها:

أنّ إظهار الدين على الوجه الذي تبرأ به الذمّة متعذّر غير حاصل، كما هو مشاهد معلوم عند من خبر القوم، مع من يجالسهم، ويقدم إليهم. وقلّ أن يتمكّن ذو حاجة لديهم إلاّ بإظهار عظيم من الركون، والموالاة، والمداهنة. وهذا مشهور متواتر، لا ينكره إلاّ جاهل، أو مكابر، لا غيرة له على دين الله، وشرعه، ولا توقير لعظمته، ومجده، قد اتخذ ظواهر عبارات- لم يعرف حقيقتها، ولا يدري مراد الفقهاء منها- تُرساً يدفع به في صدور الآيات، والسنة، ويصدف به عن أهدى منهج، وسنن، فهو كحجر في الطريق بين السائرين إلى الله، والدار الآخرة، يحول بينهم وبين مرادههم، ويثبطهم عن سيرهم، وعزماتهم. وقد كثر هذا الضرب من الناس في المتصدّين للفتوى في مثل هذه المسائل، وبهم حصل الإشكال، وضلّت الأفهام، /واستبيحت/ (٢) مساكنة عباد الأوثان، والأصنام، وافتُتِنَ بهم جملة الرِّجال، وقصدهم الركائب، والأحمال، وسار إليهم ربَّات الخدور، والحجال، عملاً بقول رؤوس الفتنة، والضلال، ولا يصل إلى الله، ويحظى بقربه، ويرد نمير التحقيق، وعذبه، مَنْ أصغى إليهم سمعه، واتخذهم أخداناً يرجع إليهم في أمر دينه، ومهمات أمره.

وقد قال بعض السلف:" إنّ هذا العلم دين، فانظروا عمّن تأخذون دينكم" (٣) .


(١) في جميع النسخ (الرفضة) ، وفي المطبوع المثبت. وتقدم تعريف الرافضة في ص ٥٧.
(٢) في (ب) ، و (ج) ، والمطبوع: (واستُحِبَّت) . وفي (د) : (واستُحِلَّت) .
(٣) هذا قول ابن سيرين. أورده الهندي في" كنز العمال" برقم (٢٩٣١٦) . وابن الجوزي في" العلل المتناهية في الأحاديث الواهية"، تحقيق إرشاد الحق الأثري، دار نشر الكتب الإسلامية، لاهور، ط/١، ١٣٩٩هـ، ١/١٢٤-مرفوعاً-ولا يصح رفعه كما بين ذلك ابن الجوزي. والمباركفوري في" مرعاة المفاتيح"، شرح" مشكاة المصابيح"، لعبيد الله بن محمد المباركفوري، نشر إدارة البحوث الإسلامية والدعوة، بالجامعة السلفية، بالهند، ط/٣، ١٤٠٥هـ/١٩٨٥م، ١/٣٥٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>