للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والعباد، و/خافه/ (١) على أمّته (٢) . فالمؤمن إذا حصل له، وظفر بحقائق الإيمان، وصار على نصيب من مرضاة الملك الرحمن، فقد حصل له الحظ الأوفر والسعادة، وإن قيل ما قبل: شعر:

أقام الحي أم جدّ الرحيل (٣) ... إذا رضي الحبيب فلا أبالي

وينبغي لك يا عثمان أن تقرأ هذه النصيحة على جماعتك، وتبيّن لهم معانيها، وما في الفرق والاختلاف من فتح أبواب الشر والفساد، فاحرص على ذلك واعتدّ به من صالح أعمالك، فقد قال صلّى الله عليه وسلّم لعلي: " فوالله، لأن يهدي الله بك /رجلاً واحداً/ (٤) خيرٌ لك من حمر النَّعَم " (٥) . والشيطان قاعد على الصراط المستقيم، فإن عاض أحد بشبهة، فيلزمكم تبليغها وطلب كشفها، ولا يحلُّ السكوت على الشبه التي تُقع في الريب والشك، وتفضي غلى ما تقدم من المفاسد. وإن رأيتم في كلامي مجازفة أو مخالفة لما قاله أهل العلم، فاذكروه لي. وإن جاءني عنكم نصيحة أو تنبيه على شيء من الغلط، فنشهد الله على قبوله ممن كان.


(١) في (د) : (وخافهم) .
(٢) في ذلك أخرج الهندي في "الكنز"، قوله صلّى الله عليه وسلّم أخوف ما أخاف على أمتي، الأئمة الضالون " برقم (٢٩٠٤٢) ، وعزاه لأحمد عن عمر.
(٣) لم أعرف قائله ولا مصدره.
(٤) في (د) : رجلٌ وادٌ.
(٥) صحيح البخاري مع الفتح ٦/١٣٠، الجهاد باب (دعاء النبي صلّى الله عليه وسلّم الناس إلى الإسلام والنبوة) ؛ صحيح مسلم بشرح النووي ١٥/١٨٧، فضائل الصحابة، باب (فضل عي) ؛ سنن أبي داود ٤/٦٩، العلم باب فضل نشر العلم.
و"حمر النعم": النعم هو الإبل، فهو من إضافة الصفة إلى الموصوف، وقد كان ذلك أعز الأموال عند العرب وأنفَسِها. انظر عون المعبود ١٠/٩٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>