للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: أبو محمد العثماني١، وغيره، سمعنا محمد بن يحيي العذري٢، المؤدِّب يقول: رأيت بالإسكندرية، سنة خمسمائة، كأنّ الشمس طلعت من مغربها، فعبّرها لي عابرٌ، ببدعة تحدث فيهم، فبعد أيام٣ وصل الخبر، بإحراق كتب الغزالي من المّرِيَّة٤.٥

قال أبو بكر بن العربي، (في شرح الأسماء الحسنى) : قال شيخنا أبو حامد قولاً عظيماً، انتقده٦ عليه العلماء، /قال/٧: وليس في قدرة الله تعالى، أبدع من هذا العالم، في الإِتقان والحكمة، ولو كان في القدرة أبدع، أو أحكم منه، ولم يفعله، لكان ذلك منه قضاءً للجور، وذلك محال٨.

ثم قال٩: والجواب أنه باعد في اعتقاد عموم القدرة، ونفي النهاية، عن تقدير المقدورات المتعلقة بها، ولكن /في تفصيل هذا العلم/١٠ المخلوق، لا في سواه؛ وهذا رأي فلسفي، قَصَدَت به الفلاسفة قلبَ الحقائق، ونسبة الإِتقان إلى الحياة مثلاً؛ والوجود إلى السمع والبصر، حتى لا يبقى في القلوب سبيلٌ إلى الصواب.

وأجتمعت الأمة على خلاف هذا الاعتقاد، وقالت عن بكرة أبيها: إنّ المقدورات لا نهاية لها بكل مقدور الوجود، لا بكل حاصل الوجود، إذ القدرة صالحة.


١ هو عبد الله بن عبد الرحمن بن يحيى بن إسماعيل، أبو محمد العثماني، القاضي المحدث الثقة، (ت٥٧٢هـ) . سير الأعلام ٢٣٠/٥٩٧، النجوم الزاهرة ٦/٨٠، شذرات الذهب ٤/٢٤١.
٢ هكذا في جميع النسخ؛ وعند الذهبي في السير: (العبدري) ولم أقف على ترجمته.
٣ في (د) : بأيام.
٤ المريّة: قرية بالأندلس.
٥ انظر سير الأعلام ١٩/٣٣٦.
٦ الهاء في انتقده ساقط في (د) .
٧ في جميع النسخ: (وقال) بزيادة واو العطف، وليس ثمّة معطوف عليه.
٨ الإملاء عن إشكالات الإحياء ٥/٣٨.
٩ أي أبو بكر بن العربي.
١٠ في جميع النسخ: (في تفصيل هذا العلم) . وفي نص سير الأعلام ١٩/٣٣٧ –نقلاً عن شرح الأسماء الحسنى- ما أثبتُّه.

<<  <  ج: ص:  >  >>