للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأصهاره العجمان، فاجتمع أهل الرياض تحت قيادة عمه عبد الله بن تركي، وطردوه من الرياض. فوجد أخوه عبد الله بن فيصل -المقيم في الإحساء حينذاك- الفرصة السانحة، فترك الإحساء ودخل الرياض بدون مقاومة. غير أن سعوداً لم يمهله، بل جمع أنصاره وتوجه إليه في الرياض، ونازل أخاه في مكان يسمى (الجزعة) وهزمه، واقتحم البلدة ونهب سكانها، ودخل الرياض للمرة الثانية عام (١٢٩٠هـ) . فمضى عبد الله يجمع الرجال، والتقى الأخوان أيضاً في (البرة) ، لكن عبد الله انهزم أيضاً، فرجع إلى الإحساء (١) . واستقر سعود على الحكم في الرياض، غير أنه ضعف شأنه حتى قام عليه رجال عتيبة، تحت إمرة زعيمهم مسلط بن ربيعان، بأعمال النهب والسلب؛ فنهبوا الجانب الغربي من الرياض، وخرج إليهم سعود فانهزم، وقتل كثير من أنصاره، وجرح هو جرحاً بليغاً ألزمه الفراش، إلى أن مات من أثره سنة (١٢٩١هـ) (٢) .

وقد تحدث عبد الله البسام عن هذه الفتنة بين الأخوين فقال: ( ... بعد وفاة الإمام فيصل، واستيلاء الإمام عبد الله على الحكم، حدثت بين عبد الله وأخيه سعود الفيصل منازعة على الحكم، وطال النزاع بينهما، وتطور إلى تكوين جيشين من البادية والحاضرة، كل جيش تحت إمرة وتدبير واحد منهما، والتحم القتال بينهما، وتعددت المعارك، وصارت فتنة كبرى في نجد، وصار الطمع في الحكم وحب السلطة وإيقاد نار العداوة بين الطائفتين، مع الهوى والشيطان، كل ذلك ألهب نار الحرب وأشعلها، والشيخ عبد اللطيف، وحده، هو مطفيها، فغلب كثرة الشر، وضاع صوت الحق في صخب أبواق الباطل ... ) (٣) .


(١) جزيرة العرب في القرن العشرين، لحافظ وهبة، ص٢٤٢-٢٤٣. صقر الجزيرة، ١/٧٦.
(٢) جزيرة العرب ص٢٤٣. صقر الجزيرة ١/٧٦. مدينة الرياض عبر أطوار التاريخ، لأحمد جاسر، ص١٠٩-١١٠.
(٣) علماء نجد خلال ستة قرون، ١/٦٦. وانظر تفاصيل هذه الفتنة: تاريخ بعض الحوادث الواقعة في نجد، ص١٨١-١٨٣. تاريخ المملكة العربية السعودية في ماضيها وحاضرها، ١/٣٧٦-٣٨٥. قلب جزيرة العرب، لفؤاد حمزة، ص٣٤٥-٣٤٦. مدينة الرياض عبر أطوار التاريخ، لأحمد الجاسر، ص١٠٩-١١١. علماء الدعوة، ص٥٠

<<  <  ج: ص:  >  >>