للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بين العبد وبين الإسلام والإيمان، وأن أهله ممن عدل بالله، وسوى برب العالمين؛ بل قد وصلوا في عبادتهم المشايخ والأولياء إلى غاية ما وصل إليه مشركوا العرب، كما يعرف ذلك من عرف الإسلام، وما كانت /عليه/١ / الجاهلية/٢ قبل ظهوره.

فمقت هؤلاء المشركين وعيبهم وذمهم وتكفيرهم والبراءة منهم، هو حقيقة الدين، والوسيلة العظمى إلى رب العالمين؛ ولا طيب لحياة المسلم وعيشه، إلا بجهاد هؤلاء ومراغمتهم وتكفيرهم والتقرب إلى الله بذلك، واحتسابه لديه {يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} ٣ فهذا المقام الشريف، والوصف المنيف ٤ هو الذي أنكرتموه، واستحللتم به أعراض المسلمين، ورميتموهم لأجله بالعظائم، وإلى الله نمضي جميعا، وعنده تنكشف السرائر، وتبدو مخبئات /الضمائر/٥ /والصدور/٦، ويعلم من عادى حزبه وأولياءه، ووالى حربه ٧ /وأعداءه/٨. ماذا جنى على نفسه، وأي الفريقين أولى به، وأي الدارين أليق به؛ فالمرء مع من أحب ٩ ونصر ووالى، شاء أم أبى. وهل حدث الشرك في الأرض إلا برأي أمثال هؤلاء المخالفين، الذين يظهرون للناس في زي العلماء، وملابس الصلحاء، وهم من أبعد خلق الله عما جاءت به


١ في "د": عليها.
٢ ساقط في "أ".
٣ سورة الشعراء الآية "٨٨-٨٩".
٤ المنيف: أي العال المشرف. يقال: ناف الشيء على غيره: أي ارتفع وأشرف.
لسان العرب ٩/٣٤٢، مادة "نوف".
٥ كذا في "ب" والمطبوع، وفي النسخ: الظمائر، بالظاء، وهو خطأ.
٦ زائد في "ب".
٧ حربه: أي محاربه، يقال: فلان حرب فلان، أي محاربه وعدوه. لسان العرب ١/٣٠٣ مادة "حرب".
٨ في "أ": "وأعداه". وما أثبته هو المثبت في بقية النسخ، وهو الأولى، لتجانسه مع ما قبل.
٩ هذا اقتباس لجزء من حديث أنس رضي الله عنه: " ... المرء مع من أحب.." صحيح البخاري مع الفتح ١٠/٥٥٧ الأدب، باب علامة حب الله عز وجل. صحيح مسلم بشرح النووي ١٦/٤٢٨، البر والصلة، باب المرء مع من أحب. سنن الترمذي ٤/٥١٣، الزهد، باب ما جاء أن المرء مع من أحب. سنن الدارمي ٢/٤١٤، الرقاق، باب المرء مع من أحب.

<<  <  ج: ص:  >  >>