للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صلى الله عليه وسلم. وأنت /ظننتها/١ الغاية المقصودة، والدرة المفقودة، وهي من البدع المضلة الخارجة عن المنهاج والملة.

وقد نص العلماء الأعلام على دخولها فيما حذر عنه نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام، في غير ما حديث، كحديث العرباض بن سارية ٢، وحديث ابن مسعود ٣ وحديث حذيفة ٤ وغيرهم.

وقد اشتملت هذه الطريقة، على خلوات ورياضات مخالفة لواضح الأخبار والآيات، قال تعالى: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ


١ كذا في "ب" والمطبوع، وفي بقية النسخ: فظننتها.
٢ هو العرباض بن سارية السلمي، صحابي من أعيان أهل الصفة، سكن حمص، وروى أحاديث. "ت ٧٥هـ". أسد الغابة ٤/١٩، تهذيب التهذيب ٧/١٧٤.
وحديثه المشار إليه هنا، هو أنه قال: صلى الله عليه وسلم: "صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ثم أقبل علينا فوعظنا موعظة بليغة، ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب، فقال قائل: يا رسول الله كأن هذه موعظة مودع، فماذا تعهد إلينا فقال: "أوصيكم بتقوى الله، والسمع والطاعة وإن عبدا حبشيا، فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا. فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجد، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة.." سنن أبي داود ٥/١٣، السنة، باب في لزوم السنة، سنن الترمذي ٥/٤٣، العلم، باب في الأخذ بالسنة واجتناب البدع، وقال: "حسن صحيح". سنن ابن ماجه ١/١٠، المقدمة، باب إتباع سنة الخلفاء.
وقد تقدم تخريج حديث العرباض هذا في ٤٥٤، بلفظ آخر.
والمراد بالبدعة: ما أحدث في الدين، مما لا أصل له في الشريعة يدل عليه. وفيه تدخل طريقة الصوفية المبتدعة، التي تمسك بها المخاطب بهذه الرسالة.
٣ حديث عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "تدور رحى الإسلام لخمس وثلاثين، أو ست وثلاثين أو سبع وثلاثين فإن يهلكوا فسبيل من هلك، وإن يقم لهم دينهم، يقم لهم سبعين عاماً". سنن أبي داود ٤/٤٥٣. ٤٥٤، الفتن والملاحم، باب ذكر الفتن ودلائلها.
٤ هو حديث حذيفة في الفتنة، وقد تقدم تخريجه في ص ٢٦١-٢٦٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>