للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويعلم يوم الجمع أي جناية ... جناها وما يلقاه من مكر ماكر

فيا أمة ضلت سبيل نبيها ... وآثاره يوم اقتحام الكبائر

يعز بكم دين الصليب وآله ... وأنتم بهم ما بين راض وآمر

وتهجر آيات الهدى ومصاحف ... ويحكم بالقانون وسط الدساكر

هوت بكمو نحو الجحيم هوادة ... ولذات عيش ناعم غير شاكر

سيبدو لكم من مالك الملك غير ما ... تظنون أن لاقي مزير ١ المقابر

يقول لكم ماذا فعلتم بأمة ... على ناهج مثل النجوم والزواهر

سللتم سيوف البغي فيهم وعطلت ... مساجدهم من كل داع وذاكر

وواليتموا أهل الجحيم سفاهة ... وكنتم بدين الله أول كافر

نستيم لنا عهدا أتاكم رسولنا ... به صارخا فوق الذرى والمنابر

فسل ساكن الأحساء هل أنت مؤمن ... بهذا وما يحوى صحيح الدفاتر

وهل نافع للمجرمين اعتذارهم ... إذا دار يوم الجمع سوء الدوائر

وقال الشقي المفتري كنت كارها ... ضعيفا مضاعا بين تلك العساكر

أماني تلقاها لكل متبر ... حقيقتها نبذ الهدى والشعائر

تعود سرابا بعد ما كان لامعا ... لكل جهول في المهامه حائر

فإن شئت أن تحظى بكل فضيلة ... وتظهر في ثوب من المجد باهر

وتدنو من الجبار جل جلاله ... إلى غاية فوق العلى والمظاهر

فهاجر إلى رب البرية طالبا ... رضاه وراغم بالهدى كل جائر

وجانب سبيل العادلين بربهم ... ذوي الشرك والتعطيل مع كل غادر


١ المزير: الشديد القلب، القوي النافذ. يقال: أسد مزير: أي قوي شديد. لسان العرب ٣/١٧٣ مادة "مزر".

<<  <  ج: ص:  >  >>