للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جربوع – سلمه الله تعالى، وسلك بن السبيل المشروع- سلام عليكم ورحمة الله وبركاته/وبعد/١:

فالخط وصل، وصلك الله ما يرضيه. وتغتبط في خطك بنعمة الإسلام ومعرفة التوحيد في هذا الزمان، زادك الله اغتباطا، وأوزعك شكر هذه النعم التي أنعم بها علينا وعليكم، ووفقنا للعمل الصالح الذي يرضاه.

وتسأل عن تفصيل ما يجب على الإنسان من التوحيد وأنواعه، وما يجب فيه من المعاداة والموالاة، وكيفية طلب العلم للمبتدئ، وما يكون سببا لتحصيله.

فمعرفة التفاصيل تتوقف على معرفة الأحكام الشرعية من أدلتها التفصيلية. فالدين كله توحيد، لأن التوحيد إفراد الله بالعبادة، وأن تعبده مخلصا له الدين. والعبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة ٢؛ فيدخل في ذلك قول القلب وعمله، وقول اللسان وعمل الجوارح. وترك المحظورات والمنهيات داخل في مسمى العبادة. ولذلك فسر قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} ٣ بالتوحيد في العبادة؛ لأن الخصومة فيه. وهو تفسير ابن عباس رضي الله عنهما ٤.

إذا عرفت هذا، عرفت أن على العبد أن يخلص أقواله وأعماله لله، وأن من صرف شيئا من ذلك لغيره، فقد أشرك في عبادة ربه، ونقص توحيده وإيمانه، وربما زال بالكلية إذا اقتضى شركه التسوية بربه والعدل/به/٥ وتضمن مسبَّة، الله ٦ فإن الشرك الأصغر يتضمنها؛ ولهذا ينزه الرب وتقدس نفسه عن ذلك الشرك في مواضع


١ ساقطة من "أ".
٢ هذا هو تعريف شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- للعبادة. مجموع الفتاوى ١٠/١٤٩.
٣ سورة البقرة الآية "٢١".
٤ انظر: جامع البيان للطبري ١/١٦٠، والجامع لأحكام القرآن للقرطبي ١/١٥٧.
٥ في "أ": بربه.
٦ إلى هنا نهاية الكلام في لوحة "٨٨/٥" وبعده بياض بقدر لوحة كاملة تقريبا وهذا البياض يكمله لوحة "٧٤، ٧٥/ د" المتقدمة، وبها تكمل هذه الرسالة.

<<  <  ج: ص:  >  >>