للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والآخرة. وربما كثر لديك/محبوا/١ الدين، والقائم به، واستأنس بك أهل الخير، وصرت حصنا ومعقلا يرجع إليه في نصرة الدين.

ولعمر الله إن هذا من أفضل شعب الإيمان الواجبة، وأعلاها وأحبها إلى الله وأسناها، بل هو أفضل من نوافل العبادة القاصرة. وأين تقع النوافل، ومتى ينتفع بها من أهل نصرة الإسلام والسنة، مع القدرة على ذلك؟ وهل يرجى الخير من رجل يرى حرمات الله تنتهك، ودينه يمتهن، وسنة نبيه تترك وتطرح، ولا يجد من نفسه حمية ولا غيرة، ولا أُنفة من ترك دين الله، ومن معصيته، وهجر ما جاء به رسوله من توحيد الله تعالى والإيمان به؟! هذا الصنف لا يرجى خيره، وإن زعم أنه من عباده المؤمنين الأفراد، فتأمل هذا وليكن منك على بال، قول الشاعر:

قد/رشحوك/٢ لأمر لو فطنت له ... فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل ٣

/هذا، وشيخنا الوالد المكرم، والإمام ينهيان السلام والسلام/٤ وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.


١ في "د" والمطبوع: محب.
٢ في "د": هيوك.
٣ البيت لأبي إسماعيل الحسن بن على الطغراني "ت٥١٥هـ" في ديوانه تحقيق د. علي جواد الطاهر ود. يحيى الجبوري ص ٣٠٩.
٤ زيادة في "د".

<<  <  ج: ص:  >  >>