للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السلطة الغازية، وأسقطت حكم البلاد فيها. وكان ذلك بقيادة المجرم الطاغية إبراهيم باشا (١) ابن محمد علي باشا، ومعه جيش كبير من المرتزقة والخونة وأعداء الدولة السلفية (٢) فعند ذلك، نقل -رحمه الله- مع والده وأعمامه وحمولته (٣) إلى مصر، وكان نقلهم إلى هناك بأمر وزير الخليفة العثماني على مصر حينذاك محمد علي باشا (٤) .

بذلك تمت رحلته المصرية التي لم تكن أساساً رحلة علمية، غير أنها تحولت بفضل الله –تعالى- إلى رحلة علمية، أفاد منها الشيخ -رحمه الله- وكانت منطلقاً في مسيرته العلمية.

قال الشيخ عبد الله البسام:

" ... إلا أنه وإن انتقل من مربع من مرابع العلم، ومعهد من معاهده، فقد دخل في مدينة العلم، واستقر في دار من دوره، فهذا الأزهر الشريف تعقد في جنباته وأورقته حلقات التفسير، والحديث، والأصول، وعلوم التفسير، وعلوم الحديث، والفقه وأصوله، وعلوم العربية؛ من النحو، والصرف، والبيان، وغير ذلك، وها هم كبار العلماء متوافرون ليلاً ونهاراً لإمداد الطلاب بمزيد من العلم والعرفان. وها هي المكتبات العامرة بنفائس الكتب وذخائر المراجع، فصار العلم سلوته في غربته، والكتب جليسه في وحدته، والعماء أنسه في وحشته، فصار يتردد بين بيته والأزهر الشريف (٥) .


(١) تقدمت ترجمته، في ص٢٩.
(٢) انظر تفاصل ذلك الغزو في: عنوان المجد لابن بشر، ١/١٩٦-٢١٠.
(٣) الحمولة: بلغة أهل نجد الاصطلاحية تعني: العشيرة.
انظر:: علماء الدعوة، ص٤٧ (الهامش) .
(٤) انظر: الدرر السنية، ١٢/٦٦. وعلماء الدعوة ص٤٧. علماء نجد خلال ستة قرون، ١/٦٣. مقدمة الرسائل المفيدة، للشيخ عبد اللطيف، ص١١-١٢.
(٥) علماء نجد خلال ستة قرون، ١/٦٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>