للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأدلة التوحيد في الكتاب أبين من الشمس في نحر الظهيرة، لكن لمن له فهم ثاقب، وعقل كامل، وبصر ناقد؛ وأما الأعمى فلا يبصر للشمس ضياء، ولا للقمر نورا.

ثم إن شيخنا –رحمه الله- كان يدعو الناس إلى الصلوات الخمس، والمحافظة عليها حيث ينادى لها. وهذا من سنن الهدى، ومعالم الدين، كما دل على ذلك الكتاب والسنة١. ويأمر بالزكاة والصيام والحج، ويأمر بالمعروف ويأتيه، ويأمر الناس أن يأتوه ويأمروا به، وينهي عن المنكر ويتركه، ويأمر الناس بتركه والنهي عنه.

وقد تتبع العلماء مصنفاته ٢ –رحمه الله- من أهل زمانه وغيرهم، فأعجزهم أن يجدوا فيها ما يعاب –وأقواله في أصول الدين مما اجمع عليه أهل السنة والجماعة


= عبد الله محمود بن محمد الحداد، دار العاصمة للنشر بالرياض، ط/١، ١٤٠٨هـ. ١٩٨٧م، ٤/١٧٨٤-١٧٨٥ رقم "٢٨٢٨".
والحديث يفيد بأن التسوية بين الخالق والمخلوق في العطف بالواو، من الشرك الأصغر، ويجب تجنبه إلى ما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم فيقال: "ما شاء الله ثم شئت". فمشيئة الله فوق كل مشيئة. ومشيئة العبد تابعة لمشيئة الله. {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [التكوير:٢٩] .
وفيه أيضا رد على القدرية والمعتزلة نفاة القدر، الذين يثبتون للعبد مشيئة تخالف ما أراده الله سبحانه وتعالى من العبد.
١ الآيات في الأمر بالمحافظة على الصلوات كثيرة، منها: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} [البقرة:٢٣٨] .
وما جاء في السنة مما يفيد كون الصلوات من سنن الهدى: قول عبد الله بن مسعود: من سره أن يلقى الله غدا مسلما، فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن، فإن الله شرع لنبيكم صلى الله عليه وسلم سنن الهدى، وإنهن من سنن الهدى، ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم، ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم ... " الحديث.
صحيح مسلم بشرح النووي ٥/١٦٢، المساجد، باب صلاة الجماعة من سنن الهدى. سنن أبي داود ١/٣٧٣، الصلاة، باب في التشديد في ترك الجماعة. سنن النسائي، ٢/١٠٨-١٠٩، الإمامة، باب المحافظة على الصلوات حيث ينادى بهن. سنن ابن ماجه ١/١٤٠، مساجد، باب المشي إلى الصلاة. مسند الإمام أحمد ١/٣٨٢، ٤١٤-٤١٥، ٤٥٥.
٢ تقدم ذكر مصنفات شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب في ص ٢٩١.

<<  <  ج: ص:  >  >>