والحديث يفيد بأن التسوية بين الخالق والمخلوق في العطف بالواو، من الشرك الأصغر، ويجب تجنبه إلى ما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم فيقال: "ما شاء الله ثم شئت". فمشيئة الله فوق كل مشيئة. ومشيئة العبد تابعة لمشيئة الله. {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [التكوير:٢٩] . وفيه أيضا رد على القدرية والمعتزلة نفاة القدر، الذين يثبتون للعبد مشيئة تخالف ما أراده الله سبحانه وتعالى من العبد. ١ الآيات في الأمر بالمحافظة على الصلوات كثيرة، منها: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} [البقرة:٢٣٨] . وما جاء في السنة مما يفيد كون الصلوات من سنن الهدى: قول عبد الله بن مسعود: من سره أن يلقى الله غدا مسلما، فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن، فإن الله شرع لنبيكم صلى الله عليه وسلم سنن الهدى، وإنهن من سنن الهدى، ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم، ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم ... " الحديث. صحيح مسلم بشرح النووي ٥/١٦٢، المساجد، باب صلاة الجماعة من سنن الهدى. سنن أبي داود ١/٣٧٣، الصلاة، باب في التشديد في ترك الجماعة. سنن النسائي، ٢/١٠٨-١٠٩، الإمامة، باب المحافظة على الصلوات حيث ينادى بهن. سنن ابن ماجه ١/١٤٠، مساجد، باب المشي إلى الصلاة. مسند الإمام أحمد ١/٣٨٢، ٤١٤-٤١٥، ٤٥٥. ٢ تقدم ذكر مصنفات شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب في ص ٢٩١.