للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء" ١. وسمع منه مسلسل الحنابلة بسنده إلى أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا أراد الله/بعبد/٢ خيرا استعمله، قالوا: كيف يستعمله؟ قال: يوفقه لعمل صالح قبل موته" ٣. وهذا الحديث من ثلاثيات أحمد رحمه الله.

وطالت إقامة الشيخ ورحلته/في/٤ البصرة. وقرأ بها كثيرا من الحديث والفقه والعربية، وكتب الحديث والفقه واللغة ما شاء الله في تلك الأوقات.

وكان يدعو إلى التوحيد ويظهره لكثير ممن يخالطه ويجالسه، ويستدل عليه، ويظهر ما عنده من العلم وما لديه؛ كان يقول: إن الدعوة كلها لله، ولا يجوز صرف شيء منها إلى سواه. وربما ذكروا /بمجلسه/٥ إشارات الطواغيت، أو شيئا من كرامات الصالحين الذين كانوا يدعونهم ويستغيثون بهم ويلجئون إليهم في المهمات؛ فكان ينهى عن ذلك ويزجر، ويورد الأدلة من الكتاب والسنة ويحذر٦، ويخبر أن محبة الأولياء والصالحين، إنما هي متابعتهم في ما كانوا عليه من الهدى والدين، وتكثير


١ صحيح مسلم بشرح النووي ١٥/٨٣، فضائل، باب رحمته صلى الله عليه وسلم الصبيان والعيال. سنن أبي داود ٥/٢٣١، الأدب، باب في الرحمة. بلفظ: " ... ارحموا أهل الأرض". سنن الترمذي، ٤/٢٨٥، البر، باب ما جاء في رحمة المسلمين. مسند الإمام أحمد ٢/١٦٠.
٢ كذا عند الترمذي وأحمد وغيرهما. وفي "أ" و"د" والمطبوع: بعبده.
٣ سنن الترمذي ٤/٣٩٢، القدر، باب ما جاء أن الله كتب كتابا لأهل الجنة وأهل النار. قال الترمذي: "حديث حسن صحيح". مسند الإمام أحمد، ٣/١٠٦. المستدرك للحاكم، ١/٣٤٠.
٤ في "د" والمطبوع: بـ.
٥ في "د": بمجالسه.
٦ وهذا الذي ترجم له في عدة أبواب من كتابه "كتاب التوحيد" كقوله: باب من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره. باب ما جاء أن سب كفر بني آدم وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين.

<<  <  ج: ص:  >  >>