للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٢٦٤هـ في عهد الإمام فيصل بن تركي -رحمه الله- الذي تولى السلطة بعد استشهاد والده الإمام تركي بن عبد الله، -رحمه الله- (١) .

ثالثاً: رحلته إلى الإحساء سنة ١٢٦٤هـ:-

بعد عودته -رحمه الله- إلى الرياض، وجلس لطلاب العلم بها، عَرَف الإمام فيصل ووالده عبد الرحمن (٢) -رحمهما الله- غزارة علمه، وسعة اطلاعه، وصفاء عقيدته، وقوة عارضته، وقدرته على المناظرة.

فبعثه الإمام فيصل -رحمه الله- إلى الإحساء العقيدة السلفية، وبث دعوة التوحيد، ومناظرة علمائها في أصول الدين والعقائد؛ إذ الغالب عليهم حينذاك مذهب الأشاعرة، والرفض، وبدع الجنائز والقبور (٣) .

فقدم الشيخ إلى الإحساء سنة ١٢٦٤هـ، وأقام بها سنتين، يوضح طريقة السلف، ويناظر علماءها، ويقابل الحجة بأقوى منها، فظهر عليهم بالأدلة، وقهرهم بالحجة، فأذعنوا له وأسلموا، فزال ما في نفوسهم من رواسب الشبه وباطل التأويل، وقرر لهم طريقة أهل السنة والجماعة، وما هم عليه في باب الأسماء والصفات (٤) . وبعده بسنتين عاد إلى الرياض، حيث استقر. فكانت رحلته إلى الإحساء آخر رحلة خاصة يقوم بها؛ إذا لم يكن خروجه بعد ذلك إلا مرافقاً للإمام فيصل بن تركي، رحمه الله.


(١) انظر: عنوان المجد لابن بشر، ٢/٢٠. علماء نجد ستة قرون، ١/٦٤، مشاهير علماء نجد وغيرهم، ص٩٤.
(٢) وكانا هما القائمين على تسيير شؤون البلاد حينذاك، في كلتا الناحيتين، السياسية، والدينية.
(٣) تقدم كلام الشيخ عبد الله البسام في وصف الإحساء، ص٥٩.
(٤) علماء الدعوة، ص٤٨. علماء نجد خلال ستة قرون، ١/٦٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>