للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"١ وكثير من هؤلاء يخربون المساجد ويعمرون المشاهد، فتجد المسجد الذي /بُني للصلوات/٢ الخمس معطلا مخربا ليس له كسوة إلا من الناس، وكأنه خان من الخانات، والمشهد الذي/ بُني/٣ على الميت /عليه/٤ الستور وزينة الذهب والفضة والرخام، والنذور تغدو إليه وتروح، فهل هذا إلا من استخفافهم بالله وآياته ورسوله، وتعظيمهم للشرك، فإنهم يعتقدون أن دعاءهم للميت الذي بني له المشهد، والاستغاثة به، أنفع لهم من دعاء الله والاستغاثة به، في البيت الذي بُني لله عز وجل، ففضلوا البيت الذي بني لدعاء المخلوق، على البيت الذي بني لدعاء الخالق.

وإذا كان لهذا وقف، ولهذا وقف، كان وقف الشرك أعظم عندهم، مضاهاة لمشركي العرب/ الذين/٥ ذكر الله حالهم في قوله: {وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالأَنْعَامِ نَصِيباً} الآية٦ /كانوا/٧ يجعلون له زرعا وماشية، ولآلهتهم زرعا وماشية. فإذا أصيب نصيب آلهتهم أخذوا من نصيب الله، فوضعوه فيه، وقالوا: الله غني وآلهتنا فقيرة ٨ فيفضلون ما يجعل لغير الله على ما يجعل لله، وهكذا/ حال الوقوف/٩ والنذور التي تبذل عندهم للمشاهد، أعظم مما يبذل عندهم للمساجد /ولعمارة/١٠ المساجد والجهاد في سبيل الله.


١ من هنا منقول من الرد على البكري، ص ٣٤٩.
٢ كذا في الرد على البكري. وفي النسخ "يبنى للصلاة".
٣ كذا في الرد على البكري. وفي النسخ "يبنى".
٤ كذا في الرد على البكري. وفي النسخ "فعليه".
٥ في "د": الذي.
٦ سورة الأنعام: الآية "١٣٦".
٧ في الرد على البكري "كما".
٨ انظر جامع البيان للطبري، ٨/٤٠-٤١؛ الجامع لأحكام القرآن للقرطبي، ٧/٥٩؛ تفسير ابن كثير، ٢/١٨٦.
٩ كذا في الرد على البكري، وفي بقية النسخ "حال أهل الوقوف".
١٠ كذا في الرد على البكري، وفي بقية النسخ "ولعمار".

<<  <  ج: ص:  >  >>