للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبهذا ينكشف لك ويتضح عندك بطلان ما عليه كثير من أهل الزمان من أنواع الشرك والبدع الحدثان، فلا تغتر بما هم عليه. وهذه هي البلية العظيمة، والخصلة القبيحة الذميمة، وهي الاغترار بالآباء والأجداد، وما استمر عليه عمل كثير من أهل البلاد، وتلك الحجة التي/ انتحلها/١ أهل الشرك والكفر والعناد، كما حكى الله تعالى ذلك عنهم في محكم التنزيل، من غير شك ولا تأويل، حيث قال/ الله تعالى:٢ وهو أصدق القائلين حكاية عن فرعون اللعين، أنه قال لموسى وأخيه هارون الكريمين: {قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الأُولَى} ٣ فأجابه عليه السلام بقوله: {عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسَى} ٤. فمن امتطى كاهل الصدق والوفاء، سلم من التعصب والعناد والجفاء، وتوسط في/ لاحب/٥ المحجة، وقنع في قبول الحق بالحجة، وكان ذلك طريقه/و/٦، وأشرق في صدره مصباح القبول، وأوقد فيه بزيت المعرفة والوصول، وكان من ضوء التوحيد على حصول.


١ في "د": أنتجها.
٢ ساقط في المطبوع.
٣ سورة طه: الآية "٥١".
٤ سورة طه: الآية "٥٢".
٥ ساقطة في المطبوع. ومعنى "لاحب": الطريق الواضح، وهو فاعل بمعنى مفعول، يقال: طريق لاحب، ولحب وملحوب، إذا كان واضحا.
لسان العرب ١/٧٣٧، مادة "لحب". والمعنى هنا: أي المحجة الواضحة.
٦ ساقط في "د".

<<  <  ج: ص:  >  >>