للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التعلم والتعليم". وقال عمرو بن عثمان المكي١: "العلم قائد والخوف سائق، والنفس حرون٢ بين ذلك جموح خدعة رواغة فاحذرها وراعها بسياسة العلم، وسقها بتهديد الخوف يتم لك ما تريد"٣.

وقال أبو الوزير رحمه الله تعالى: "عملت في المجاهدة ثلاثين سنة، فما وجدت شيئا عليّ أشدد من العلم ومتابعته، ولولا اختلاف العلماء لبقيت".

وقال الجنيد ٤: "الطرق كلها مسدودة على الخلق إلا من اقتفى آثار الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن لم يحفظ القرآن ويكتب الحديث، لا يتقدى به في هذا الأمر؛ لأن علمنا مقيد بالكتاب والسنة"٥. وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.

قاله وكتبه عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن، رحمهم الله تعالى، آمين.


١ عمرو بن عثمان بن كرب بن غصص، أبو عبد الله المكي الزاهد شيخ الصوفية، سمع من يونس بن عبد الأعلى، والربيع المرادي، وسليمان بن سيف الحراني. وكان ينكر على الحلاج ويذمه. توفي ٢٩٧هـ. انظر: حلية الأولياء، ١٠/٢٩١-٢٩٦؛ بغداد، ١٢/٢٢٣-٢٢٥؛ سير الأعلام، ١٤/٥٧-٥٨.
٢ حرون: من حرن، تقول: حرنت الدابة تحرن حرانا، فهي حرون: وهي التي إذا استدر جريها وقفت. لسان العرب، ١٣/١١٠، مادة "حرن".
٣ ذكر الذهبي في السير جزءا من كلامه هذا، إلى قوله " ... والنس بينهما حرون خداعة".
٤ الجنيد بن محمد بن الجنيد النهاوندي ثم البغدادي، شيخ الصوفية، سمع من الحسن بن عرفة، وصحب الحارث المحاسبي وغيرهما، لم يري في زمانه مثله في عفة وعزوف عن الدنيا. "ت ٢٩٨هـ". انظر: حلية الأولياء، ١٠/٢٥٥-٢٨٧؛ تاريخ بغداد ٧/٢١٤-٢٤٩؛ سير الأعلام، ١٤/٦٦-٧٠.
٥ ذكر الذهبي جزءا من كلامه هذا، في سير الأعلام، ١٤/٦٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>