للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كانت العضباء لرجل من عقيل، وكانت من سوابق الحاج ١، قال: فأسر، فأُتي به النبي صلى الله عليه وسلم وهو في وثاق، والنبي صلى الله عليه وسلم على حمار عليه قطيفة، فقال: يا محمد علام تأخذني وتأخذ سابقة الحاج؟ قال: "نأخذك/٢ بجريرة حلفائك/ ثقيف/٣ " وكان ثقيف قد أسروا رجلين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ... "٤.

قال الشيخ ٥: "قوله: "آخذك بجريرة حلفائك من ثقيف" اختلفوا في تأويله: فقال بعضهم: هذا يدل على/ أنهم كانوا عاقدوا بني عقيل /٦ أن لا يتعرضوا للمسلمين، ولا أحد من حلفائهم، فنقض حلفاؤهم العهد، ولم ينكره بنو عقيل؛ /فأُخِذَ/٧ بجريرتهم.

وقال آخرون: هذا الرجل كافر لا عهد له، وقد يجوز أخذه وأسره وقتله؛ فإن جاز أن يؤخذ بجريرة نفسه وهي كفره، جاز أن يؤخذ بجريرة غيره، ممن كان على مثل حاله من حليف وغيره. ويحكى معنى هذا عن الشافعي.

وفيه وجه ثالث، وهو: أن يكون في الكلام إضمار؛ يريد: إنك إنما أُخذت ليدفع بك جريرة حلفائك، ويفدوا بك الأسيرين الذين أسرتهما ثقيف. ألا تراه يقول: فقدي


١ سوابق الحاج: أي من النوق التي تسبق الحاج. عون المعبود، ٩/١٤٤.
٢ كذا في الأصل عند أبي داود، وفي جميع النسخ "آخذك".
٣ كذا في الأصل عند أبي داود وفي جميع النسخ "من ثقيف".
٤ الحديث بهذا اللفظ في سنن أبي داود، ٣/٦٠٩-٦١١، الأيمان، باب في النذر فيما لا يملك.
وهو في صحيح مسلم بشرح النووي، ١١/١٠٨-١٠٩، النذر، باب لا وفاء لنذر في معصية الله.
٥ المراد بالشيخ هنا: الخطابي في معالم السنن، بحاشية سنن أبي داود، ٣/٦١٠.
٦ هكذا في أصل النص. وفي جميع النسخ: "أنهم كانوا بني عقيل عاهدوا".
٧ كذا في المطبوع؛ وفي جميع النسخ: "فأخذوا".

<<  <  ج: ص:  >  >>