للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والسباب؟ وإذا قيل لأحدهم: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: قال المذهب كذا وكذا، /وبه/١ قال الإمام المعظم ٢.

فيا ليت شعري، كيف ساغ لهم تقليده في هذه وغيرها من المسائل؟ ولم يسغ لهم تقليده –رحمه الله - في قوله: "عجبت لقوم عرفوا الإسناد وصحته، يذهبون إلى رأي سفيان ٣، والله –تعالى - يقول: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} ٤، أتدري ما الفتنة؟ الفتنة الشرك، لعله إذا ردَّ بعض قوله، أن يقع في قلبه شيء من الزيغ فيهلك ٥.


= قال النووي: " ... ويوم الشك داخل في النهي، وفيه مذاهب للسلف فيمن صامه تطوعا. وأوجب صومه عن رمضان أحمد وجماعة بشرط أن يكون هناك غيم".
شرح النووي على صحيح مسلم، ٧/٢٠٢.
فهذه رواية عنه بالوجوب، وقد رُوي عنه بالاستحباب في مسائل الإمام أحمد، عن عبد الله قال: قلت لأبي: إذا صام شعبان كله قال: "لا بأس أن يصوم اليوم الذي يشك فيه، إذا لم ينو أنه من رمضان". مسائل الإمام أحمد، رواية ابنه عبد الله بن أحمد، تحقيق: زهير الشاويش، المكتب الإسلامي، ط/١، ١٤٠١هـ - ١٩٨١م، بيروت، لبنان. ص ١٨٠.
وورد عنه –رحمه الله تعالى- رواية عدم صحة صوم ذلك اليوم، قال ابن قدامة –رحمه الله-: "وإن شك في أنه من رمضان، ولم يكن له أصل يبني عليه مثل أن يكون ليلة ثلاثين من شعبان، ولم يحل دون مطلع الهلال غيم ولا قتر، فعزم أن يصوم غدا من رمضان، لم تصح النية، ولا تجزئه صيام ذلك اليوم". المغني مع الشرح الكبير، ٣/٢٦.
ويوم الشك ذكره ابن مفلح فيما يكره صومه من الأيام. المبدع لابن مقلح. ٣/٥٥.
وبالجملة: فصوم يوم الشك مكروه عند الجمهور، حرام عند الشافعية. انظر: فتح القدير لابن الهمام، ١/٣٦٧. الشرك الكبير للدردير، ١/٥١٣؛ مغني المحتاج، ١/٤٣٣؛ وروضة الطالبين، ٢/٣٦٧. وقد تقدم مراجع الحنابلة في هذا التعليق نفسه.
١ زيادة في المطبوع.
٢ يريد الإمام أحمد بن حنبل –رحمه الله-، وذلك نظرا لما سيسوقه من كلامه الآتي.
٣ تقدمت ترجمته في ص ٥٠٣.
٤ سورة النور: الآية "٦٣".
٥ كلام للإمام أحمد –رحمه الله- رواه عنه الفضيل بن زياد. انظر: تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد للشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب، ط/١، نشر المكتب =

<<  <  ج: ص:  >  >>