للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد أسبي الفتاة فتعصى ... كل واشٍ يريد صرم حبال ١

يريد: رأيت وأسبيت.

/والوجه الثاني /٢: أن الكلمة إن دلت على معنى في نفسها واقترنت بزمان، ففعل، فإن كان الزمان الذي دلت عليه ماضيا، فالفعل ماض، وإن كان للحال والاستقبال، فالفعل مضارع، وإن كان مستقبلا فقط، فالفعل أمر، كما هو مقرر في موضعه ٣. فلو عبَّر بالمضارع وقال: لا ألبس ممتثلا، لاحتمل ٤ أنه قصد النفي في الحال فقط، أو فيما يستقبل فقط؛ لن ذلك جرى في لسانهم، ومنه: {لا أَجِدُ مَا آَحْمِلُكُمْ عَلَيهِ} ٥ {وَنَضَع اَلْمَوَازِينَ اَلْقِسْطَ} ٦، ولاحتمل وقوع استثناء يعقبه، فلما عبر بالماضي/اندفع/٧ الاحتمال، وانقطع التوقع، وقصد المعنى الأصلي، وهو المعنى في الماضي، لا يتوهم؛ لأن "لا" للنفي في الحال والاستقبال، تقول: لا لبست لا ضربت لا ظلمت؛ قاصدا الحال والاستقبال، بخلاف: ما ضربت ما لبست، فإنها للنفي في الماضي.

أما المسألة الثانية: وهي قولك: ما معنى النفي في قولهم: /لا قتلت/٨ الميت؟

فالذي في الحلف بالطلاق، وتعليقه بالمستحيل "لأقتلنّ" بلام التوكيد الموطئة


١ البيت الثاني لا يوجد في ديوان الأعشى، لعله في مكان آخر لم أقف عليه، أو لشاعر آخر لم أعرفه.
٢ بياض في "أ".
٣ الأصول في النحو، لأبي بكر محمد بن سهل بن السراج البعدادي، "ت٣١٦هـ" د. عبد الحسين الغتلي، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط/١/١٤٠٥هـ/١٩٨٥م، ١/٣٧، ٣٨، ٣٩. ضياء السالك، ١/٤٣، ٤٥.
٤ في "أ" "ب": لاحتمال.
٥ سورة التوبة: الآية "٩٢".
٦ سورة الأنبياء: الآية "٤٧".
٧ ساقطة في "أ".
٨ في "أ": لأقتلنَّ.

<<  <  ج: ص:  >  >>