للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بسم الله ارحمن الرحيم

من عبد اللطيف بن عبد الرحمن، إلى الأخ المكرم، حمد بن عتيق، سلمه الله، ونصر به شرعه ودينه، وثبت إيمانه ويقينه، سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، على نعمه، ومرّ بلواه، وبديع حكمه. والخط وصل، وما ذكرت صار معلوما، وكتبت لك/خطا أولا/١، على نشر النصائح، وكتب الرسائل، لأني استعظمت ما فعل سعود؛ من خروجه على الأمة وإمامها، يضرب برها وفاجرها إلا من أطاعه، وانتظم في سلكه.

وعبد الله له بيعة، وله ولاية شرعية في الجملة، ثم بعد ذلك بدا لي منه، أنه كاتب الدولة الكافرة الفاجرة، واستنصرها واستجلبها على ديار المسلمين، فصار كما قيل:

/والمستجير/٢ بعمرو عند كربته ... كالمستجير من الرمضاء بالنار ٣

فخاطبته شفاها، بالإنكار والبراءة، وأغلظت له؛ بالقول أن هذا هدم لأصول الإسلام، وقلع لقواعده، وفيه وفيه وفيه مما لا يحضرني تفصيله الآن، فأظهر التوبة والندم، وأكثر الاستغفار. وكتبت على لسانه، لوالي بغداد، أن الله قد أغنى ويسَّر، وانقاد لنا/من/٤ أهل نجد والبوادي ما يحصل به المقصود إن شاء الله، ولا حاجة لنا بعساكر الدولة، وكلام من هذا الجنس.


١ في "ب"، و"د": خط أول.
٢ كذا في النسخ. والرواية المشهورة: "والمستغيث".
٣ البيت للتكلام الضبعي. انظر: فصل المقال في شرح كتاب الأمثال، لأبي عبيد القاسم بن سلام البكري، تحقيق الدكتور: إحسان عباس، والدكتور عبد المجيد عابدين، دار الأمانة، مؤسس الرسالة، بيروت، لبنان، ١٣٩١هـ ١٩٧١م، ص ٣٧٧.
وأصل هذا البيت: أن جساس بن مرة لما طعن كلبيا، وهو كليب وائل، استسقى عمرو بن الحارث ماء فلم يسقه، وأجهز عليه. فقال التكلام في ذلك هذا البيت.
٤ من زائد في جميع النسخ. لا وجود له في "أ".

<<  <  ج: ص:  >  >>