للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله أن ينفع به، ويهدي على يديه من أدركته السعادة، وسبقت له الحسنى ١.

واعلم أن الإمام سعودا قد عزم على الغزو والجهاد، وكتبت لك خطا ٢ فيه الإلزام بوصول الوادي، وحث من فيه من المسلمين على الجهاد في سبيل الله، واستنقاذ بلاد المسلمين من أيدي أعداء الله المشركين.

وقد بلغك ما صار من صاحب بريدة ٣ وخروجه عن طاعة المسلمين، ودخوله تحت طاعة أعداء الله رب العالمين، ونبذ الإسلام وراء ظهر، كذلك حال البوادي والأعراب، استخفهم الشيطان وأطاعوه، وتركوا ما كانوا عليه من الانتساب إلى الإسلام، فتوكل على الله، واحتسب خطواتك وكلماتكم وحركاتك وسكناتك، وشمر عن ساعد جدك واجتهادك، فقد اشتد الكرب، وتفاقم الهول والخطب، والله المستعان.

وقد عرفت القراء في زمانك، وأن أكثرهم قد راغ روغان الثعالب، فلا يؤمن ٤ على مثل هذه المقاصد والمطالب، والله – سبحانه - المسئول المرجو الإجابة، أن يمن علينا وعليكم بالتوفيق والسداد، وأن ينفع بك الإسلام والتوحيد {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} ٥.

يا سعد إنا لنرجو أن تكون لنا ... سعدا ومرعاك للزوار سعدانا

وأن يضر بك الرحمن طائفة ... ولت وينصر من بالخير والانا ٦


١ أي فيكوكن من الفائزين الذين وعدهم الله بالجنة في سابق علمه وقدره، كما في قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ} [الأنبياء: ١٠١] .
٢ في "د": خط.
٣ تقدم التعريف بها ص ٣١.
٤ في "أ": يؤمنوا.
٥ سورة: العنكبوت الآية: "٦٩".
٦ لم أقف على مصدرهما.

<<  <  ج: ص:  >  >>