للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخصوم الفضلاء، وأنى يدرك الضالع شأوى الضليع١ وترجيح أحد الرجلين لا يذم مطلقا، إلا إذا خلا من مرجح شرعي. فالواجب عليك سد الباب عما يوهن الإسلام والتوحيد، ويقوي جانب الشرك والتنديد. فمن هذا الباب دخل من كاتب العساكر، ووالاهم، وساكنهم، وجامعهم، ولله ما استبيح بهذه الشبه من عرض ومال ودم، وما أصاب الإسلام منم نقص وهدم وهضم. ومثلك لو سد هذا الباب، وأغلظ في الخطاب والجواب، حتى تتفق الكلمة، ويجتمع أهل الإسلام على جهاد عدو الله وعدوهم، لكان خيرا وأقوم قيلا، وأهدى عند الله منهجا وسبيلا. والشيخ محمد بن عجلان رسالته عندي، أظنها بقلم ولده، فجحدها مكابرة، والأولى لنا وله التوبة ظاهرا من تلك الظاهرة، لئلا يضل الغاوي ويحق القدر السماوي {أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} ٢ وقد عرفت ما جرى بين إسماعيل وخالد، وما قيل فيمن ركن إليهم واستنصر بهم وقاتل تحت رايتهم. بل قد عرفت ما قيل وما أفتى به المشايخ فيمن أقام بين ظهرانيهم ٣ وإن لم يحصل منه غير ذلك، ولكن الإسلام يخلق كما يخلق الثوب، وتضمحل حقائقه من القلوب حتى لا تعرف معروفا، ولا تنكر منكرا. والفتنة بالسكوت عن نصر دين الله من هؤلاء المنتسبين إلى العلم، أضر على الإسلام من بعض كلام غيرهم من العامة. والله المسئول المرجو الإجابة، أن يعيذنا وإياكم من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يمن علينا بالثبات على دينه وسلوك سبيل /رسله/٤ {الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلاَّ اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيباً} ٥. وبلغ سلامنا الأولاد والشيخ حسين، وحسين بن علي، ومن لدينا عبد العزيز وإخوانه وأعمامه بخير وينهون السلام، والسلام.


١ تقدم هذا المثل في ص ٤٦٠.
٢ سورة المائدة الآية "٧٤".
٣ تقدمت هذه المسألة في ص ٢١٠-٢١٦.
٤ في الأصل: "رسوله"، لكن الموصول بعده يقضي يكون ما أثبته.
٥ سورة الأحزاب: الآية "٣٩".

<<  <  ج: ص:  >  >>