للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الموحدين وتبرأ منهم فهو الذي أسقط حرمة "لا إله إلا الله"، ولم يعظمها، ولا قام بحقها، ولو زعم أنه من أهلها القائمين بحرمتها.

وأما ما ساقه هذا الصحاف من كلام شيخه حسين الدوسري: فالخصم يعارضه ويمنعه، وما ذكره ١ ليس – بحمد الله تعالى - من أوصاف أهل التوحيد، ولكنه وصف أهل الشرك والتنديد.

والذي أنكر الطاعة، وعصى ربه في كل ساعة، واتبع هوى نفسه الخداعة، وشذ عن السنة وفارق الجماعة، ووافق الشبهة وأهل الإضاعة، هو من كانت طريقته عبادة غير الله، والاستعانة بغير مولاه، وصرف الوجه لغير من خلقه وسواه، والتعبد بغير الذي شرعه الله على لسان عبده الذي اصطفاه، من أهل التعطيل والتضليل، والإلحاد والتمثيل، الذين اختلفوا وخالفوا الكتاب، وضلوا عن الصواب.

وأما الصحاف نقلا عن شيخه الدوسري: "أما كفروا العلماء؟ أما سفكوا الدماء؟ أما استحلوا المحرمات؟ أما روعوا المسلمين والمسلمات؟ أما أسخطوا رب السموات؟ أما رجفوا أهل الحرم؟ أما تجاسروا على حجرة منْ صلى الله عليه وسلم؟ فلا أفلح من ظلم.

فالجواب عن هذا يقال: كل عاقل يعرف سيرة الشيخ محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله - يعلم أنه من أعظم الناس إجلالا /للعلم والعلماء، ومن أشد الناس نهيا عن تكفيرهم وتنقصهم وأذيتهم، بل هو ممن يدين بتوقيرهم وإكرامهم والذب عنهم، والأمر بسلوك سبيلهم عملا بقوله – تعالى-: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} ٢. وبقوله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالأِيمَانِ} ٣ الآية


١ في "أ": "ما ذكر".
٢ سورة التوبة: الآية "٧١".
٣ سورة الحشر: الآية "١٠".

<<  <  ج: ص:  >  >>