وفي سنة إحدى وثلاث مائة عاد عليّ بن عيسى بن الجرّاح من مكة، شرّفها الله تعالى، وقبض المقتدر على الخاقانيّ وابنه وولى عليّ بن عيسى الوزارة «٤٢٦» .
في سنة أربع وثلاث مائة قبض المقتدر على عليّ بن عيسى في ذي الحجة وأعاد ابن الفرات إلى الوزارة وهي وزارته الثانية. ويقال «٤٢٧» إنه حين خلع عليه بالغداة زاد في آخر النهار في ثمن الشمع والكاغد والثلج في كل من قيراط لكثرة استعماله لها وكان يخرج في كل يوم إلى دار العامة من الثلج أربعون ألف من سوى ما كان لخاصته وبيت شرابه.
وفي سنة ست وثلاث مائة قبض على ابن الفرات واستدعى حامد بن العباس من واسط، وكان واليا عليها فقلّد الوزارة وأضيف إليه عليّ بن عيسى لتنفيذ الأمور وفيهما قيل:
ذاك سواد بلا وزير ... وذا وزير بلا سواد «٤٢٨»
وفي سنة إحدى عشرة وثلاث مائة قبض على حامد بن العباس وأعيد ابن الفرات إلى الوزارة وهي وزارته الثالثة ونفى حامد بن العباس إلى واسط فدسّ عليه ابن الفرات من قتله بالسم «٤٢٩» .
وفي أيام حامد بن العباس صلب [٧٥ أ] الحسين بن منصور الحلّاج بعد ما ظهرت منه أمور اقتضت إباحة دمه فصلبوه بفتوى قاضى القضاة أبى عمر «٤٢٩» وجماعة الفقهاء. وكان جماعة من أهل بغداد يحتفظون ببوله في القوارير وبنجاسته في البراني. وكان من جملة هؤلاء القوم نصر «٤٣٠» القشوري الحاجب وعدّة من خواص الدار. وظهرت له فضائح لا يحسن ذكرها «٤٣١» .
وفي سنة اثنتي عشرة وثلاث مائة قبض على ابن الفرات في ربيع الأول وولى مكانه أبو القاسم عبد الله «٤٣٢» بن أبى عليّ الخاقانيّ وهرب المحسن بن الفرات واختبأ عند امرأة فظفروا به وحملوه إلى دار السلطان وقطعوا رأسه ووضعوه بين يدي أبيه ثم حزّوا رأس أبيه وحملوا الرأسين إلى المقتدر «٤٣٣» .