للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[القاعدة الخامسة والعشرون: الحدود تسقط بالشبهات]

الشبهة: هي: عارض يعرض للقلب، يمنعه من تصور الأمور على حقيقتها، فيحصل بها اشتباه والتباس، فلا يميز الذي اشتبه عليه الأمر بين الحق والباطل (١).

وهي أيضًا: ما يُشبه الثابت، وليس بثابت، أو هو الشيء المجهول تحليله على الحقيقة، وتحريمه على الحقيقة (٢).

ودليل هذه القاعدة ما روي عن النبي قال: «ادرءوا الحدود بالشبهات» (٣)، أخرجه ابن عدي في جزءٍ له من حديث ابن عباس . وأخرج ابن ماجه من حديث أبي هريرة : «ادفعوا الحُدودَ ما استطعتُم» (٤). وأخرج الترمذي والحاكم والبيهقي وغيرهم من حديث عائشة : «ادرءوا الحدود عن المسلمين ما استطعتم، فإن وجدتم للمسلم مخرجًا، فخلوا سبيله، فإن الإمام لأن يخطئ في العفو خير من أن يخطئ في العقوبة» (٥).


(١) ينظر: شرح الأصول الستة، خالد المصلح (٦/ ٢).
(٢) ينظر: المنثور في القواعد الفقهية، الزركشي (٢/ ٢٢٨)، والأشباه والنظائر، ابن نجيم (١/ ٣٧٩).
(٣) أخرجه الدارقطني برقم (٣٠٩٨)، والبيهقي في السنن الكبرى قم (١٧٠٥٩)، ولفظهما: عن علي قال: سمعت رسول الله يقول: «ادرءوا الحدود»، وقال البيهقي: في هذا الإسناد ضعف.
(٤) أخرجه ابن ماجه برقم (٢٥٤٥)، ولفظه: «ادفعوا الحدود ما وجدتم له مدفعًا».
(٥) أخرجه الترمذي برقم (١٤٢٤)، والحاكم في المستدرك برقم (٨١٦٣)، والبيهقي في السنن الكبرى برقم (١٧٠٥٧)، وضعفه الترمذي.

<<  <   >  >>