للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن تَتَبعَ عَوْرة أخيه تتبع اللَّه عورته (١)، ومن ضارَّ مسلمًا ضارَّ اللَّه به، ومن شاقَّ مسلمًا شاق اللَّه عليه (٢)، ومن خَذَل مسلمًا في موضع يحب نُصْرَته فيه، خَذَله اللَّه في موضع يحب نصرته فيه (٣)، ومن سمَّع سمَّع اللَّه به (٤)، والراحمون يرحمهم الرحمن (٥)، وإنما يرحم اللَّه من عباده الرحماء (٦).


(١) لحديث ابن عمر قال: صعد رسول الله المنبر فنادى بصوت رفيع، فقال: «يا معشر من أسلم بلسانه ولم يفض الإيمان إلى قلبه، لا تؤذوا المسلمين ولا تعيروهم ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله»، أخرجه الترمذي برقم (٢٠٣٢)، وأبو يعلى في مسنده برقم (١٦٧٥)، والبغوي في شرح السنة برقم (٣٥٢٦).
(٢) لحديث أبي صرمة ، أن رسول الله قال: «من ضارَّ ضار الله به، ومن شاقَّ شق الله عليه»، أخرجه الترمذي برقم (١٩٤٠)، وأبو داود برقم (٣٦٣٥)، والطبراني في الكبير برقم (٨٣٠)، والخرائطي في مساوئ الأخلاق برقم (٥٨٣). قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.
(٣) لحديث جابرَ بنَ عبد الله وأبي طلحة بنَ سهلٍ الأنصاري قالا: قال رسولُ الله : «ما من امرئٍ يخذُلُ امرًا مسلمًا في موضعِ تُنتهَكُ فيه حرمتُهُ، ويُنتقَصُ فيه من عِرْضِهِ، إلا خذلَهُ الله في موطِنٍ يُحبُّ فيه نُصرَتَهُ، وما من امرئٍ ينصُرُ مُسلِمًا في موضعِ يُنْتَقَصُ فيه مِنْ عِرْضِهِ، ويُنتهَكُ فيهِ من حُرمتِه إلا نصرَهُ الله ﷿ في موطنٍ يُحِبُّ فيه نُصرتَه»، أخرجه أبو داود برقم (٤٨٨٤)، والبغوي في شرح السنة برقم (٣٥٣٢).
(٤) لحديث ابن عباس ، قال: قال رسول الله : «من سمَّع سمَّع الله به، ومن راءى راءى الله به»، أخرجه مسلم برقم (٢٩٨٦).
(٥) لحديث عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله : «الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء»، أخرجه أبو داود برقم (٤٩٤١)، والترمذي برقم (١٩٤٢)، وأحمد في المسند برقم (٦٤٩٤)، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
(٦) لحديث أسامة بن زيد ، قال: كنا عند النبي ، فأرسلت إليه إحدى بناته تدعوه، وتخبره أن صبيًّا لها، أو ابنًا لها في الموت، فقال للرسول: «ارجع إليها، فأخبرها: أن لله ما أخذ وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى، فمرها فلتصبر ولتحتسب»، فعاد الرسول، فقال: إنها قد أقسمت لتأتينها، قال: فقام النبي ، وقام معه سعد بن عبادة، ومعاذ بن جبل، وانطلقت معهم، فرفع إليه الصبي ونفسه تقعقع كأنها في شنة، ففاضت عيناه، فقال له سعد: ما هذا؟ يا رسول الله قال: «هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء». أخرجه البخاري برقم (١٢٨٤) ومسلم برقم (٩٢٣).

<<  <   >  >>