للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال تعالى: ﴿وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ﴾ [البقرة: ١٧٧].

وقال عمر بن عبد العزيز : (ليس تقوى الله بصيام النهار، ولا بقيام الليل، والتخليط فيما بين ذلك، ولكن تقوى الله ترك ما حرم الله، وأداء ما افترض الله، فمن رزق بعد ذلك خيرا، فهو خير إلى خير) (١).

وقال طلق بن حبيب: (التقوى أن تعمل بطاعة الله، على نور من الله، ترجو ثواب الله، وأن تترك معصية الله على نور من الله تخاف عقاب الله) (٢).

وقال ابن مسعود في قوله تعالى: ﴿اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ﴾ [آل عمران: ١٠٢]، قال: (أن يطاع فلا يعصى، ويذكر فلا ينسى، وأن يشكر فلا يكفر) (٣)، وشكره يدخل فيه جميع فعل الطاعات، ومعنى ذكره فلا ينسى: ذكر العبد بقلبه لأوامر الله في حركاته وسكناته وكلماته فيمتثلها، ولنواهيه في ذلك كله فيجتنبها).

وأما السمع والطاعة لولاة أمور المسلمين: ففيها سعادة الدنيا، وبها تنتظم مصالح العباد في معايشهم، وبها يستعينون على إظهار دينهم وطاعة ربهم، كما


(١) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (٤٥/ ٣٢)، والبيهقي في الزهد الكبير برقم (٩٦٤)، وذكره المزي في تهذيب الكمال (٢١/ ٤٤٥).
(٢) ذكره ابن المبارك في الزهد برقم (١٣٤٣)، وابن بطة في الإبانة الكبرى برقم (٧٦٦)، وأبو نعيم في حلية الأولياء (٣/ ٦٤).
(٣) أخرجه الطبراني في الكبير برقم (٨٥٠٢)، والحاكم في المستدرك برقم (٣١٥٩)، والبيهقي في القضاء والقدر برقم (٢٩٢).

<<  <   >  >>