للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال: بِمَ، قال: إن الرجل الذي قلت فيه: إنه من أهل النار، حصل منه كذا وكذا، فقال النبي بعد ذلك: «إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الجَنَّةِ فِيْمَا يَبْدُو للِنَّاسِ، وَهُوَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ» (١).

واذكروا قصة الأصيرم من بني عبد الأشهل من الأنصار، كان منابذًا للدعوة الإسلامية عدوًّا لها، ولما خرج الناس إلى غزوة أحد ألقى الله تعالى في قلبه الإيمان، فآمن وخرج في الجهاد وقتل شهيدًا، فجاء الناس بعد المعركة يتفقدون قتلاهم وإذا الرجل، فقالوا: ما الذي جاء بك يا فلان، أجئتَ حدَبًا على قومك، أم رغبةً في الإسلام، قال: بل رغبة في الإسلام، ثم طلب منهم أن يقرؤوا على النبي السلام، فصار هذا ختامُه أن قتل شهيدًا مع أنه كان منابذًا للدعوة).

من فوائد الحديث:

أولًا: في هذا الحديث: إثبات القدر، وأن جميع ما في الكون من نفع أو ضر بقضاء وقدر (٢).

قال ابن الجوزي (٣): (والحديث يدل على أن الأمور مقدرة، وقوله: «فيسبق عليه الكتاب»: يعني: ما قضي له).

وقال ابن دقيق العيد (٤): (وفي هذا الحديث إثبات القدر كما هو مذهب أهل السنة، وأن جميع الواقعات بقضاء الله تعالى وقدره خيرها وشرها


(١) أخرجه البخاري برقم (٢٨٩٨)، ومسلم برقم (١١٢)، عن سهل بن سعد الساعدي .
(٢) ينظر: تطريز رياض الصالحين لفيصل المبارك (١/ ٢٧٠).
(٣) ينظر: كشف المشكل لابن الجوزي (١/ ٢٩١).
(٤) ينظر: شرح الأربعين (ص ٣٩).

<<  <   >  >>