للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

واستفتاه رجل ليختار له عند عجزه عن عموم الجميع، فاختار له ليلة ثلاث وعشرين، فدل ذلك أنها تنتقل، وما كان رسول الله ليبخس السائل حظَّه منها.

ومن فضل الله على هذه الأمة أن أعطاها قيراطين من الأجر، من صلاة العصر إلى غروب الشمس، وأعطى اليهود والنصارى جميعا قيراطين، قيراطًا لكل طائفة منهما من أول النهار إلى صلاة العصر، وأعطى الله هذه الأمة ليلة القدر لقصرِ أعمارها، فجعل لهم ليلة بألف شهر، فما فاتهم من تقصير الأعمار الطوال التي كانت لمن قبلهم، أدركوه فيها، فخفَّ عنهم شغب الدنيا، وأدركوا عظيم الثواب في الآخرة، والحمد لله).

ثم قال (١): (والصحيح أنها في العشر الأواخر من كل رمضان، إلا أنها تنتقل في العشر، فتارة تكون إحدى وعشرين، وتارة تكون ليلة ثلاث وعشرين، وليلة خمس وعشرين، وليلة سبع وعشرين، فمن وافقها فقد سعد، والله يكشفها لمن يشاء من عباده.

وقال عبد الوهاب: ليلة القدر هي غير مرتفعة بموت النبي ، خلافًا لمن قال: إنَّها زائلة، لقوله: «التمسوها في العشر الأواخر» فعم كل وقت، ولأنَّها من شعائر الدين والإسلام كشعائر سواها، وليس فيها تعيين كما بينا قبل).

ما اجتُنبت الكبائر:

أما قوله: «غُفر له ما تقدَّم من ذنبه»:

فقد ذهب فريق من العلماء إلى أن المغفرة تشمل الصغائر والكبائر.


(١) ينظر: المسالك شرح موطأ مالك لأبي بكر بن العربي (٤/ ٢٦٩).

<<  <   >  >>