للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

القلوب من تقوى وخير ومعروف وبر وإحسان، وإن كان صاحب هذا القلب مدفوعًا بالأبواب لا يفتقد إذا غاب، ولا يشعر به إذا حضر، وليس الفضل بحسب الأنساب والأموال والمناصب، كما يراه كثير من الناس.

ففي الحديث عن أبي هريرة أن النبي ، قال: «إن الله لا ينظر إلى أجسادكم، ولا إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم» (١)، وأشار بأصابعه إلى صدره.

وعن سهل ، قال: مر رجل على رسول الله ، فقال: «ما تقولون في هذا؟»، قالوا: حرِيٌّ إن خطب أن يُنكح، وإن شفع أن يُشفع، وإن قال أن يُستمع، قال: ثم سكت، فمر رجل من فقراء المسلمين، فقال: «ما تقولون في هذا؟»، قالوا: حرِيٌّ إن خطب أن لا يُنكح، وإن شفع أن لا يُشفع، وإن قال أن لا يستمع، فقال رسول الله : «هذا خير من ملء الأرض مثل هذا» (٢).

وعن أبي هريرة ، أن رسول الله ، قال: «رب أشعث مدفوع بالأبواب، لو أقسم على الله لأبره» (٣).

وأما قبوله البردة من أسير بن جابر، فيبدو والله أعلم أنه قبلها حتى يخفي حاله ولا يشتهر بالزهد، ولكي يتركه الناس وشأنه، إلا أن عادة الناس لا تتغير، فكانوا كلما رأوا البردة عليه تساءلوا من أين لأويس هذه البردة، حتى اضطر إلى التواري والاختفاء.


(١) أخرجه مسلم برقم (٢٥٦٤).
(٢) أخرجه البخاري برقم (٥٠٩١).
(٣) أخرجه مسلم برقم (٢٨٥٤).

<<  <   >  >>