للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تعالى، واعتراف بالإذعان له، وأنه لاصانع غيره، ولارادَّ لأمره، وأن العبد لايملك شيئًا من الأمر.

ومعنى الكنز هنا: أنه ثواب مدَّخر في الجنة، وهو ثواب نفيسٌ، كما أن الكنز أنفسُ أموالكم.

وقد حث العلماء على الإكثار من هذا الذكر وبينوا فضائله وفوائده التي وجدوها بعد ملازمتهم له، ومن هذا قو ل الشيخ تقي الدين ابن تيمية (١): وليكن هجيراه لا حول ولا قوة إلا بالله؛ فإنها بها تحمل الأثقال، وتكابد الأهوال، وينال رفيع الأحوال).

وقال ابن القيم (٢): (وهذه الكلمة لها تأثير عجيب في معالجة الأشغال الصعبة، وتحمل المشاق، والدخول على الملوك، ومن يخاف، وركوب الأهوال، ولها أيضًا تأثير في دفع الفقر).

وقال ابن رجب (٣): (وأما الاستعانة بالله ﷿ دون غيره من الخلق، فلأن العبد عاجز عن الاستقلال بجلب مصالحه، ودفع مضاره، ولا معين له على مصالح دينه ودنياه إلا الله ﷿، فمن أعانه الله، فهو المعان، ومن خذله فهو المخذول، وهذا تحقيق معنى قول: لا حول ولا قوة إلا بالله؛ فإن المعنى: لا تحول للعبد من حال إلى حال، ولا قوة له على ذلك إلا بالله، وهذه كلمة عظيمة وهي كنز من كنوز الجنة، فالعبد محتاج إلى الاستعانة بالله في فعل المأمورات، وترك المحظورات، والصبر على المقدورات كلها في الدنيا وعند


(١) ينظر: مجموع الفتاوى لابن تيمية (١٠/ ١٣٧).
(٢) ينظر: الوابل الصيب لابن القيم (ص ٧٧).
(٣) ينظر: جامع العلوم والحكم لابن رجب (١/ ٤٨٢).

<<  <   >  >>