شَكا عليُّ بنُ أبي طالبٍ إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أنَّه يَنسى القرآنَ، فقالَ له رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:«قُل: أَعوذُ باللهِ السميعِ العليمِ مِن الشيطانِ الرَّجيمِ، إنَّ اللهَ هو السميعُ العليمُ، وأَعوذُ بكَ مِن هَمزاتِ الشَّياطينِ، وأَعوذُ بكَ ربِّ أَن يَحضُرونِ، إنَّكَ أنتَ السميعُ العليمُ، اللهمَّ نوِّر بالقرآنِ بَصري، وأَطلقْ بالقرآنِ لِساني، واشرحْ بالقرآنِ صَدري، وأَفرجْ بالقرآنِ عن قَلبي، واستَعملني أبداً ما أَبقيتَني».
قالَ: فأذهَبَ اللهُ عزَّ وجلَّ عنه النِّسيانَ (١).
تُوفيَ أبو يَعلى حمزةُ بنُ الحسنِ ليلةَ الخميسِ سَلخَ صفرٍ، سَنةَ أربعٍ وثلاثينَ وخمسِمئةٍ، ودُفنَ في مقابرِ بابِ الفراديسِ بدمشقَ.
٧٦ - أخبرنا أبو يَعلى حمزةُ بنُ محمدِ بنِ أحمدَ بنِ أبي جميلٍ القرشيُّ بدمشقَ: حدثنا الفقيهُ أبو الفتحِ نصرُ بنُ إبراهيمَ بنِ نصرٍ المقدسيُّ: أخبرنا أبو الفتحِ سُليمُ بنُ أيوبَ بنِ سُليمٍ الرَّازي: أخبرنا أبو العباسِ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ الحسينِ الرَّازي: أخبرنا أبو حاتمٍ محمدُ بنُ عيسى بنِ محمدٍ الوَسْقَنديُّ: حدثنا أبو حامدٍ محمدُ بنُ إدريسَ بنِ المنذرِ الرَّازي: حدثنا محمدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ المُثنى بنِ عبدِ اللهِ بنِ أنسِ بنِ مالكٍ الأنصاريُّ قالَ: حدثني حميدٌ الطويلُ، عن أنسِ بنِ مالكٍ قالَ:
خرجَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم / وهو عاصبٌ رأسَه، قالَ: فلقيَتْهُ الأنصارُ بأولادِهم وخَدَمِهم فقالَ: «وَالذي نفسُ محمدٍ بيدِهِ إنِّي لأُحبُّكم، إنَّ الأنصارَ
(١) نسبه الغافقي في «لمحات الأنوار» (٤٦٦) لأبي حاتم الرازي في «الدعاء» عن ابن وهب، وهو عند ابن وهب في «جامعه» - المطبوع باسم: علوم القرآن- (٣٩) عن الليث بن سعد به.