للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال الجنيد (ض): علمنا هذا مقيد بالكتاب والسنة، فمن لم يسمع الحديث ويجالس الفقهاء، ويأخذ أدبه من المتأدبين، أفسد من اتبعه، وقال في حكم ابن عطاء الله (ض): لا تصحب من لا ينهضك حاله، ولا يدلك على الله مقاله، ربما كنت مسيئا فأراك الإحسان منك صحبتك إلى من هو أسوأ حالا منك انتهى، وإليه أشار بقوله: ولأن تصحب جاهلا لا يرضى عن نفسه خير لك من أن تصحب عالما يرضى عن نفسه.

قال في التنوير: وليس يدل على فهم العبد كثرة علمه، ولا مداومته على ورده، إنما يدل على فهمه نوره وغناه بربه، وانحياشه إليه بقلبه، وتحرره من رقة الطمع، وتحليه بحلية الورع، فبذلك تحسن الأعمال وتزكو الأحوال، قال الله تعالى: {إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها} (١) انتهى غرضنا من كلامه، فانظره إن شئت، وبالله التوفيق. وأما شيخ الترقية، فعلامته ثلاثا:

أولها: أن رؤيته زيادة في العمل، ومنه قولهم: كنا إذا فترنا نظرنا إلى محمد بن واسع فعملنا عليه أسبوعا (٢).


= من ولد الحجاج، كان إماما في أكثر علوم الشريعة، مقدما في كل فن، عطل أكثر علومه، واشتغل بعلم الصوفية، فال الصبغي: شمائل الصحابة والتابعين أخذها مالك الإمام عنهم، وأخذها عن مالك يحيى بن يحيى التيمي، وأخذها عن يحيى محمد بن نصر المروزي، وأخذها عن ابن نصر أبو علي الثقفي، (ت ٣٢٨) سير أعلام النبلاء ١٥/ ٢٨٠ وانظر طبقات الصوفية ص ٣٦١ - ٣٦٥.
(١) الكهف ٧.
(٢) محمد بن واسع أحد الأعلام، ثقة عابد صالح، قال سليمان التيمي: ما أحد أحب أن ألقى الله بمثل صحيفته مثل محمد بن واسع، وقال جعفر بن سليمان: كنت إذا وجدت من قلبي قسوة غدوت فنظرت إلى محمد بن واسع، كان كأنه ثكلى، وكان يقول عن نفسه: لو كان للذنوب ريح ما جلس إلي أحد، وكان يقول: إن الرجل ليبكي عشرين سنة وامرأته معه لا تعلم، وكان يسرد الصوم =

<<  <   >  >>