للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأما شيخ الترقية فمستنده قول أنس (ض): ما نفضنا التراب عن أيدينا من دفنه (ص) حتى وجدنا النقص في قلوبنا (١)، فأفاد أن رؤية شخصه الكريم كان مفيدا لهم، فكذلك من له نسبة منه بطريق الوراثة العلمية، ومن ثم كان النظر إلى العالم عبادة (٢)، وجاء في الخبر: إن لله عبادا من نظر إليهم نظرة سعد سعادة لا يشقى بعدها أبدا (٣)، وفي الصحيح: "خير القرون قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم" (٤) وما ذاك إلا لاختصاصهم برؤيته (ص) على القرب، ثم رؤية من رآه كذلك، فافهم، وقال الشيخ أبو العباس المرسى (٥) (ض): إذا كانت السلحفاة تربي ولدها بالنظر فكيف بالعارف أو الولي، وقال شيخنا أبو العباس الحضرمي (ض): فهنيئا مريئا لمن ذاق أو ذاق


(١) الحديث خرجه الترمذي ٥/ ٥٨٨ وابن ماجه ١/ ٥٢٢ عن أنس (ض) بلفظ: لما كان اليوم الذي دخل فيه رسول الله (ص) المدينة ضاء منها كل شيء، فلما كان اليوم الذي مات فيه أظلم منها كل شيء، ولما نفضنا عن رسول الله (ص) الأيدي، وإنا لفي دفنه حتى أنكرنا قلوبنا، قال الترمذي: حديث غريب صحيح.
(٢) النظر إلى وجه العالم عبادة، قال السخاوي: لا يصح، المقاصد الحسنة ص ٤٤٦.
(٣) لم أجد هذا الخبر، ولم يعزه المؤلف، ولم يذكر له راو، وهو مشعر بضعفه أو عدم ثبوته، هذا ولا يتقرر مصير الإنسان شقاء أو سعادة بالنظر إلى أحد، فقد نظر إلى رسول الله (ص) من لا خير فيه، ومات على الكفر، لكن المرء ينتفع بمجالسة أهل الفضل والنظر إلى سمتهم وأدبهم وعبادتهم، قال أبو موسى الأشعري (ض): لمجلس كنت أجالسه عبد الله بن مسعود أوثق في نفسي من عمل سنة، وكان عمرو بن ميمون الأودي من كبار التابعين، إذا دخل المجد فرؤي، ذكر الله تعالى، كما في تهذيب التهذيب ٨/ ١٠٩، وتقدم ما نقله المؤلف: كنا إذا فترنا نظرنا إلى محمد بن واسع، فعملنا عليه أسبوعا، انظر فصل ٤٥، وفي الصحيح من حديث مجالس الذكر والذاكرين: " ... رب فيهم فلان عبد خطاء، وإنما مر فجلس معهم، فيقول: وله غفرت، هم القوم لا يشقى بهم جليسهم"، مسلم.
(٤) الحديث في البخاري ومسلم بلفظ: "خير الناس قرني"، البخاري مع فتح الباري ٨/ ٨، ومسلم ١٤/ ١٩٦٣، وفي لفظ: "خير القرون أمتي"، عزاه الهيثمي في مجمع الزوائد ١٠/ ٢٣ للطبيراني من حديث بنت أبي لهب مرفوعا، وقال: فيه من لم يسم.
(٥) هو أحمد ين عمر بن محمد، صحب الشاذلي (ت ٨٨٦ هـ) طبقات الأولياء ٤١٨.

<<  <   >  >>