للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

البردة والسقراطسية (١)، وما في معنى ذلك على جهة الورد، وجعله من الأمور المعتمدة، وهو أمر لا بأس به إن لم يعتقد سنيته، أو يؤدي إلى مخالفة السنة، كرفع الصوت في المسجد وقت اجتماع الناس فيه، وإلا فيجري مجرى رفع الصوت بالعلم، وحزب، الإدارة (٢) وقد يستأنس بنصب الكرسي لحسان في المسجد ينافح عن رسول الهه (٣) (ص)، والأولى بالمريد الاشتغال بما يخصه من العبادات المحققة، ويدع كل ذلك للعوام جملة وتفصيلا.

فأما ما اعتاده أهل الحجاز واليمين ومصر ونحوهم، من قراءة الفاتحة في كل شيء، فلا أصل له، لكن قال الغزالي رحمه الله في الانتصار ما نصه:

فاستنزل ما عند ربك وخالقك من خير، واستجلب ما تؤمله من هداية وبر، بقراءة السبع المثاني التي أمرت بقراءتها في كل صلاة، وأكد عليك أن تعيدها في كل ركعة، وأخبر الصادق المصدوق: ((ليس في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الفرقان مثلها)) (٤) وفي هذا تنبيه بل تصريح أن تكثر منها، لما تضمنته


= المعصوم، ويشبه نفسه بالنبي (ص)، فيقسم أتباعه إلى (أول من آمن به)، وإلى (العشرة)، و (أنصار)، ومهاجرين)، ومن (لم يؤمن) به كفره، انظر الأعلام ٧/ ١٠٤، وهناك مرشدة أخرى لمحمد بن عمر السنوسي المتوفى ٨٩٢ هجرية، للمؤلف عليها شرح، وفي الغالب أن هذه هي التي يعنيها، فقد قال فيما بعد: ولا بأس بقراءتها، ولا يظن بزروق أن يقول ذلك في مرشدة ابن تومرت مع ما نسب إليه من الظلم والغلو.
(١) في ت ٢: والشقراطسية. والشقراطسية نسبة إلى محمد بن يحيى بن على الشقراطيسى، من آثاره القصيدة الشقراطيسية في السير نسبته إلى شقراطس، حصن بقرب قفصة في الجنوب التونسي (ت ٤٦٦ (معجم المؤلفين ١٢/ ١٠٦) وكشف الظنون ٢/ ١٣٣٩.
ولعل الصواب: السرقسطية: نسبة لأبي العباس ابن البنا السرقسطي، (ت ٦٤٩) لذكر المؤلف منها في شرحه على الرسالة أبياتا ٢/ ٣٦٣.
(٢) انظر فصل ٢.
(٣) عن عائشة رضي الله عنها قالت: ((كان رسول الله يضع لحسان منبرا في المسجد يقوم عليه قائما يفاخر عن رسول الله (ص) ...)) الترمذي رقم ٢٨٤٦ وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب.
(٤) خرجه الترمذي ٥/ ١٥٥ من حديث أبي هريرة (ض)، وقال: حديث حسن صحيح.

<<  <   >  >>