للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فالتشيع بمعناه اللغوي هنا يعني المناصرة والمتابعة، أو الاجتماع على أمر أو التحزب لشخص، ويضيف الأزهري: معنى عدم وجود الوفاق التام بينهم (١) وهو هنا لا يحدد فرقة بعينها، ولكنه غلب فيما بعد كما يقول صاحب «القاموس» على كل من يتولى علياً وأهل بيته حتى صار اسماً لهم خاصاً (٢) ، فإذا قيل فلان من الشيعة عرف أنه منهم، وفي مذهب الشيعة كذا أي عندهم (٣) .

والشيعة في الاصطلاح: يقول شيخ الشيعة وعالمها في زمنه "المفيد" (٤) بأن لفظ الشيعة يطلق على (أتباع أمير المؤمنين على سبيل الولاء والاعتقاد لإمامته بعد الرسول صلوات الله عليه وآله بلا فصل، ونفي الإمامة عمن تقدمه في مقام الخلافة، وجعله في الاعتقاد متبوعاً لهم غير تابع لأحد منهم على وجه الاقتداء) (٥) ثم يذكر أنه يدخل في هذا التعريف "الإمامية والجارودية الزيدية"، أما باقي فرق الزيدية فلا تشملهم سمة التشيع وليسوا من الشيعة وكذا الفرق الأخرى (٦) .


= الأزهري «تهذيب اللغة» ، وقد ورد في نسخة أخرى من النسخ الخطية للكتاب هذا النص المذكور بصيغة أخرى نصها: (الشيعة: الذي يتبع بعضهم بعضاً، ومعنى الشيع: الفرق التي كل فرقة منهم يتبع بعضهم بعضاً، وليس كلهم متفقين..) انظر: «تهذيب اللغة» مادة شاع: (٣/٦٢) بتحقيق عبد السلام هارون.
(١) انظر هامش رقم (٤) في الصفحة السابقة.
(٢) «القاموس» : مادة شاع.
وهذا التخصيص لمفهوم التشيع بمن يتولى عليّاً وأهل بيته لا يحدد في واقع الأمر فرقة الشيعة بذاتها، لأن أهل السنة يتولون علياً وأهل بيته.
(٣) «تاج العروس» مادة شاع: (٨/٤٠٥) .
(٤) أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان العكبري البغدادي الملقب بالمفيد، من كبار مشايخ الشيعة ت ٤١٣هـ. انظر: «لؤلؤة البحرين» : (ص ٣٥٦ - ٣٧٢) .
(٥) ، (٦) المفيد: «أوائل المقالات» : ص ٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>