(١) أنه لم يشر إلى اعتبار الأئمة بعد علي، مع أنهم يقولون بأن من لم يؤمن بـ "الأئمة" بعد علي فليس من الشيعة.
(٢) أنه لم يذكر في تعريفه مسألة النص على عليٍّ من الله ورسوله - كما يعتقدون - وأن من لم يؤمن بالأئمة وبالنص عليهم فليس من الشيعة عندهم.
كما يلاحظ أنه ينص في تعريفه على إخراج معتدلي الزيدية من وصف التشيع، ولا يصدق وصف التشيع - في نظره - إلا على "الجارودية"، في حين أنه فتح المجال في تعريفه لدخول فرق الغالية كلها.
أما قوله في التعريف: بالاعتقاد بإمامة علي بعد الرسول - صلى الله عليه وسلم - بلا فصل؛ فإننا نجد شرحاً لهذه الجملة في كتاب آخر له حيث قال:(وكانت إمامة أمير المؤمنين بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - ثلاثون سنة - كذا - منها أربع وعشرون سنة وستة أشهر كان ممنوعاً من التصرف في أحكامها مستعملاً للتقية والمداراة، ومنها خمس سنين وستة أشهر ممتحناً بجهاد المنافقين من الناكثين والقاسطين والمارقين (١) ، ومضطهداً بفتن الضالين كما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاث عشرة سنة من نبوته ممنوعاً من أحكامها خائفاً ومحبوساً وهارباً ومطروداً لا يتمكن من جهاد الكافرين ولا يستطيع دفعاً عن المؤمنين، ثم هاجر وأقام بعد الهجرة عشر سنين مجاهداً
(١) ورد في «معاني الأخبار» لشيخهم ابن بابويه القمي أن المراد بالناكثين: الذين بايعوه بالمدينة ونكثوا بيعته بالبصرة هكذا. "وبالقاسطين" معاوية وأصحابه من أهل الشام، "وبالمارقين": أصحاب النهروان. «معاني الأخبار» : ص ٢٠٤.