للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا إلا جزء من التجني على الصحابة والطعن فيهم؟ ولا مجال لدراسة هذه المسألة هنا. وقد كتب فيها بعض الباحثين المعاصرين ورد هذه الادعاءات بالأدلة من الفريقين (١) .

وسنكتفي هنا بالرجوع إلى مصادر الشيعة الأصيلة لنرى ما تقول كتب الشيعة نفسها عن ابن سبأ (وذلك لالتزامنا أن لا نكتب عنهم إلا من كتبهم) . فالشيعي سعد بن عبد الله القمي (٢) (ت ٢٢٩ أو ٣٠١) في كتابه (المقالات والفرق) يقر بوجوده ويعتبره أول من قال بفرض إمامة علي ورجعته وأظهر الطعن على أبي بكر وعمر وعثمان والصحابة (٣) . وسعد القمي هذا هو - عندهم - ثقة واسع المعرفة بالأخبار، ومعلوماته - عندهم - مهمة موثوقة نظراً لقدم فترتها الزمنية، ولأن سعداً كما روى شيخ الشيعة الصدوق - كما يلقبونه - قد لقي إمامهم المعصوم الحسن العسكري وسمع منه (٤) ، ويتفق


(١) ناقش د. عمار الطالبي إنكار وجود ابن سبأ أو اعتباره عمار بن ياسر، وأثبت بالحقائق زيف ذلك وبطلانه. انظر: «آراء الخوارج» : (ص ٧٥ - ٨١) ، وللدكتور عزت عطية مناقشة لهذه المسألة في كتابه «البدعة» : ص ٦٤ وما بعدها. وللدكتور سعدي الهاشمي محاضرة قيمة في هذا الموضوع أثبت فيها وجود ابن سبأ بالأدلة من الفريقين. انظر: «محاضرات الجامعة الإسلامية» عام ٩٨/٩٩ هـ «ابن سبأ حقيقة لا خيال» : (ص ٢٠١ - ٢٢٣) . ويعد الزميل سليمان العودة رسالة عن ابن سبأ، وقد توفرت لديه أدلة قاطعة ويقينية على وجود ابن سبأ وسعيه في الفتنة.
(٢) سعد بن عبد الله الأشعري القمي (أبو القاسم) من شيوخ الروافض، من تصانيفه: «الفرق والمقالات» ، «والضياء في الإمامة» . توفي سنة ٣٠١ هـ انظر: الممقاني: «تنقيح المقال» : (٢/١٦ - ٢٠) ، ابن شهراشواب: «معالم العلماء» : ص ٥٤.
(٣) انظر: «المقالات والفرق» : ص ١٠ - ٢١.
(٤) الصدوق (محمد بن بابويه القمي) «إكمال الدين وتمام النعمة» : (ص ٤٢٥ - ٤٣٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>