للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بجواز التعبد بمذهبهم الجعفري (١) ، لأن الخلاف معهم إنما هو في بعض المسائل الكلامية كما يقول.

فهل هذه الدعوى حقيقية؟ إن الإجابة على ذلك هي في الدراسة التالية لمصادر القوم في التلقي وعقائدهم وآرائهم من واقع كتبهم الأصيلة والموثقة عندهم، لنتعرف على أسس الخلاف وأوجهه بينهم وبين أهل السنّة من كتبهم نفسها، وتخصيصنا لهذه الطائفة بالدراسة التفصيلية لا لأنها هي الفرقة التي نشطت في الدعوة للتقريب بينهم وبين أهل السنّة فحسب، ولا لأنها الطائفة الشيعية الكبرى فحسب، بل فضلاً عن ذلك فإن بحث أوجه الخلاف بين الشيعة والسنة، ودراسة فكرة التقريب على ضوء ذلك لا بد وأن يعتمد على دراسة لمصادر التلقي عند كل فريق، وإننا نجد طوائف الشيعة: إما طائفة قد تقنعت واستترت بباطنيتها كالإسماعيلية، والدروز، والنصيرية وغيرها من طوائف الباطنية، وهي وإن تكشَّف للأمة كفرها وإلحادها على مرور الزمن، لكنها لا تزال تعيش في سراديب الكتمان والتخفي، فتلك الفئة لا سبيل إلى معرفة مصادرها وكتبها فكيف يمكن أن ندرس فكرة التقارب معها؟.

وأما الزيدية المعتدلة فقد قال الإمام ابن حزم: (إنهم من أقرب فرق الشيعة لأهل السنة) (٢) والاعتقادات الخطرة في المذهب الزيدي


= و «ليس من الإسلام» : (ص ٧٦- ٨٧) ، أنور الجندي: «الإسلام وحركة التاريخ» : (ص ٤٣٠- ٤٣١) ، بل ذهب البعض من المنتمين لأهل السنّة إلى أبعد من ذلك ودعا إلى أن يأخذ أهل السنّة بما في كتاب «الكافي» للكليني وغيره من كتب الروافض. انظر: سالم البهنساوي: «السنة المفترى عليها» : (ص ٥٨، ٥٩) .
(١) انظر: صورة الفتوى في «ملحق الوثائق» في هذا البحث.
(٢) انظر: ص ١٥٥ من هذا البحث.

<<  <  ج: ص:  >  >>