للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذه الأسطورة من وضع من لا يُحسن الوضع، فهي تقول إن الصحابة حين أرادوا تحريف القرآن تخوفوا من أن ينكشف أمرهم بإخراج علي للقرآن الكامل، لهذا دبروا لقتله على يد خالد، ولكن هذه الأسطورة تقول إنه لم يستطع قتله إذن لماذا لم يُخرج علي القرآن ما دامت مؤامرتهم في قتله قد فشلت؟، وإذا كان يخشى منهم لأن السلطة بأيديهم فلماذا لم يخرجه أثناء خلافته؟، هذا ما ينسف كل ما بنوه وشيدوه من "أساطير" (١) .

ويروون عن أبي عبد الله (جعفر الصادق) أنه قال: (لو قرئ القرآن كما أُنزل لألفينا مسمين) (٢) . وعن ميسرة عن أبي جعفر (قال: (لولا أنه زيد في كتاب الله ونقص منه ما خفي حقنا على ذي حجي) (٣) .

ومن هذين النصين ينكشف سبب آخر وراء قولهم بهذه "الفرية"، فالإمامة التي جعلوها صنو النبوة، والأئمة الذين ملئوا الدنيا حديثاً عنهم، وأن الإيمان بهم هو كالإيمان بالصلاة والزكاة وأن من جحد إمامة أحدهم فكأنما جحد نبوة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو غيره من الأنبياء - كما سيأتي - هذا الأمر لم يرد له ذكر في كتاب


(١) إن الواقف المتأمل أمام النصوص لتحليلها والكشف عن مرامي الفئات الباطنية والمجوسية من خلالها تتجلى له أهداف الباطنية الملحدة، لأن تلك النصوص ناطقة بنفسها، وفي ظني أن الدراسة المتأملة لنصوص القوم ستميط اللئام عن كثير من أساليبهم ومؤامراتهم في حرب الإسلام والمسلمين.
(٢) «تفسير العياشي» : (١/١٣) ، وانظر: هاشم البحراني «البرهان» : (١/٢٢) ، المجلسي: «البحار» : (١٩/٣٠) ، الخوئي: «البيان» : ص ٢٣٠.
(٣) «تفسير العياشي» : (١/١٣) ، هاشم البحراني: «البرهان» : (١/٢٢) ، المجلسي: «البحار» : (١٩/٣٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>