للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تلامذة المفيد، ورابعهم الطبرسي (١) - من القرن السادس -، لم يشر المفيد إلى خلاف شيخه القمي؟ هل تجاهل المفيد لذلك من قبيل اقتناعه بأن مخالفته بسبب التقية أم ماذا؟ ويعترف شيخ الشيعة النوري أن إجماع الشيعة قائم على هذا الإلحاد إلى أن جاء ابن بابويه القمي فخالف ذلك - يقول: (إن ابن بابويه القمي أول من أحدث هذا القول في الشيعة في عقائدهم) (٢) وتبعه الثلاثة الآخرون، ويذكر أنه لا يوجد في القرون المتقدمة من القرن الرابع إلى السادس خامس لهؤلاء أنكر التحريف، وإن جميع الشيعة في هاتيك القرون متسالمون على القول بالتحريف، ويؤكد أنه (لم يعرف الخلاف صريحاً إلا من هؤلاء الأربعة) (٣) ، ويرى عالمهم الشيعي "نعمة الله الجزائري" أن إنكار هؤلاء إنما هو من باب التقية، فيقول ـ بعد تأكيده أن أصحابه قد أطبقوا على صحة أخبار التحريف والتصديق بها - يقول: نعم قد خالف فيها المرتضي والصدوق والشيخ الطبرسي وحكموا بأن ما بين دفتي هذا المصحف هو القرآن المنزل لا غير ولم يقع فيه تحريف ولا تبديل.. والظاهر أن هذا القول إنما صدر منهم لأجل مصالح كثيرة منها: سد باب الطعن عليها بأنه إذا جاز هذا في القرآن فكيف جاز العمل بقواعده وأحكامه مع جواز لحوق التحريف لها؟.. وكيف وهؤلاء الأعلام رووا في مؤلفاتهم أخباراً كثيرة تشتمل على وقوع تلك الأمور في القرآن وأن الآية هكذا أُنزلت ثم غيرت إلى هذا (٤) ؟.

هذا ما يقوله عالمهم الجزائري، وقد يكون ما يقوله حقيقياً


(١) الطبرسي: «مجمع البيان» : (١/١٥) .
(٢) «فصل الخطاب» : ص ١١١.
(٣) «فصل الخطاب» : ص ١٥.
(٤) «الأنوار النعمانية» : (٢/٣٥٧، ٣٥٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>