للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذلك يبقى أن هذا معتقد لكبار علمائهم الذين يعظمونهم ويثقون بمنقولاتهم، وأن مصادرهم المعتمدة حوت من هذا الباطل الشيء الكثير، وأنهم لا يقبلون السنّة لأنها جاءت عن طريق الصحابة، والقرآن العظيم وصلنا من طريق الصحابة أيضاً، وأنه لا يتصور أن يجتمع في عقل واحد صيانة القرآن وخيانة جامعيه - كما سيأتيه بيان موقفهم من الصحابة - لكن هذا الموقف من علماء الشيعة في رد ما ورد في كتبهم مما يمس كتاب الله - سبحانه - وإنكاره لا نقول إنه تقية، فلا سبيل إلى معرفة ذلك على وجه اليقين (١) .

وإن كان البعض من السنّة (٢) ، والشيعة (٣) قد ذهب إلى ذلك. لكن أقول بأن من يتبرأ من هذا الكفر (بعد إيمانه بالله ورسوله) نقبل ذلك منه والله يتولى السرائر..

وهذا الإنكار - إن كان بصدق - خطوة يجب أن تتلوها خطوات، وذلك بأن يعيدوا النظر في سائر ما شذوا به عن جماعة


(١) ولو كان هذا الإنكار تقية - يقيناً - لم يهاجم صاحب فصل الخطاب من أنكر هذه الفرية من أصحابه، فيقول عن الصدوق - صاحب أحد صحاحهم الأربعة -: (هذا الخبر رواه الصدوق عن الكافي وفيه تغييرات عجيبة تورث سوء الظن بالصدوق) «فصل الخطاب» : الورقة ١٢٠. ويعتذر أحياناً عن المنكرين من أصحابه لهذا الاعتقاد الذي يؤكد أنه متواتر من طرقهم - الكاذبة - بقوله: (إن أخبار التحريف متفرقة فلهذا لم يعرفها) «المصدر السابق» : الورقة ١٧٦، ويقول في الاعتذار عن إنكار الطوسي - صاحب كتابين من صحاحهم الأربعة -: «والطوسي في إنكاره معذور لقلة تتبعه الناشئ من قلة تلك الكتب عنده) [الورقة ١٧٥] ، وهذا الاعتذار يؤيد القول بأن هذا الافتراء على كتاب الله يزيد الوضع له في كتب القوم يوماً بعد يوم.
(٢) مثل: إحسان إلهي ظهير. انظر: «الشيعة والسنة» : ص ١٢٤، وغيره.
(٣) مثل: نعمة الله الجزائري - كما مر -.

<<  <  ج: ص:  >  >>