للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بطلان الحبل، فقُسم ميراثه بين أُمه وأخيه جعفر وأودعت أمه وصيته وثبت ذلك عند القاضي والسلطان) (١) . ويقول كبار المؤرخين بأن الحسن العسكري مات عقيماً (٢) ، ولهذا تحيرت الشيعة بعده (فافترق أصحابه من بعده خمس عشرة فرقة) (٣) منهم من قال: (انقطعت الإمامة) (٤) ومنهم من قال: (إن الحسن بن علي توفي ولا عقب له والإمام بعده جعفر بن علي أخوه) (٥) إلى غير ذلك من اختلافاتهم وحيرتهم.

وفي خضم هذه الحيرة والاضطراب قام رجل يدعى (عثمان بن سعيد العمري) ، وادعى دعوى في غاية الغرابة، ادعى أن للحسن العسكري ولداً في الخامسة من عمره مختفياً عن الناس لا يظهر لأحد غيره وهو الإمام بعد أبيه الحسن، وأن هذا "الطفل" الإمام قد اتخذه (وكيلاً عنه في قبض الأموال ونائباً يجيب عنه في المسائل الدينية) (٦) ولما مات عثمان سعيد (ت ٢٨٠هـ) ادعى ابنه محمد بن عثمان نفس دعوى أبيه، وبعد وفاته (ت ٣٠٥) خلفه الحسين بن روح النوبختي في نفس الدعوى ومن بعده (ت ٣٢٦) خلفه أبو الحسن علي بن محمد السمري (ت ٣٢٩) وهو آخرهم عند الشيعة الإمامية، ومن بعده وقعت الغيبة الكبرى وكان هؤلاء النواب (٧) عن الإمام يتلقون أسئلة


(١) ابن بابويه القمي: «إكمال الدين» : ص ٤٢.
(٢) قال في «المنتقى» : (إن الحسن بن علي العسكري لم يعقب كما ذكره محمد بن جرير الطبري وعبد الباقي ابن قانع وغيرهما من النسابين) «المنتقى» : ص ٣١.
(٣) القمي: «المقالات والفرق» .
(٤) المصدر السابق: ص ١٠٨.
(٥) المصدر السابق: ص ١١٠.
(٦) السيد محمد صالح: «حصائل الفكر» : (ص ٣٦ - ٣٧) .
(٧) انظر في أخبار هؤلاء: الطوسي: «الغيبة» : ص ٢١٤ وما بعدها، وانظر: الطبرسي: «الاحتجاج» : (جـ٢/ص ٢٩٦) ، «تاريخ الغيبة الصغرى» : محمد باقر الصدر: ص ٣٩٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>