للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فهل الشيعة الإمامية في عقيدتهم في البداء ينسبون الجهل والنسيان إلى الله؟ تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً.

قال بهذا بعض مفكري المسلمين (١) ، لأن البداء بهذا المعنى من الكفر البواح.

وإن القارئ لأحاديثهم في البداء يجد في بعضها ذلك المعنى الضال في البداء (٢) .

وهناك روايات أُخرى تقول أنه (ما بدا لله في شيء إلا كان في علمه قبل أن يبدو له) (٣) .

وقال كثير من علماء الشيعة أنهم لم يريدوا "بالبداء" ما لا يجوز نسبته إلى الله سبحانه، يقول محمد حسين آل كاشف الغطاء: (البداء، وإن في جوهر معناه يتمثل في ظهور الشيء بعد خفائه، ولكن ليس المراد به هنا ظهور الشيء لله جل شأنه، وأي ذي حريجة


(١) موسى جار الله: «الوشيعة» : ص ١١٢- ١١٨، و «مختصر التحفة الاثني عشرية» : ص ٣١٥، إحسان إلهي ظهير: «الشيعة والسنة» : ص ٦٣.
(٢) مثل ما في «الكافي» عن أبي هاشم الجعفري قال: (كنت عند أبي الحسن عليه السلام بعد ما مضى ابنه أبو جعفر، وإني لأفكر في نفسي أريد أن أقول كأنهما - أعني أبا بكر وأبا محمد - في هذا الوقت كأبي الحسن موسى وإسماعيل ابني جعفر عليه السلام وإن قصتهما كقصتهما، إذ كان أبو محمد المرجي بعد أبي جعفر "ع" فأقبل علي أبو الحسن قبل أن أنطق فقال: نعم يا أبا هاشم بدا لله في أبي محمد بعد أبي جعفر "ع" ما لم يكن يعرف له كما بدا له في موسى بعد مضي إسماعيل ما كشف به عن حاله، وهو كما حدثتك نفسك وإن كره المبطلون، وأبو محمد ابني الخلف من بعدي، عنده عِلْمُ ما يحتاج إليه ومعه آله الإمامة) «الكافي» ، كتاب الحجة: (١/٣٢٧) .
(٣) «الكافي» ، كتاب التوحيد، باب البداء: (١/١٤٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>