للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما جرى بينه وبين أهل صفين -: (وكان بدء أمرنا أنا التقينا والقوم من أهل الشام، والظاهر أن ربنا واحد، ودعوتنا في الإسلام واحدة، ولا نستزيدهم في الإيمان بالله، والتصديق برسوله ولا يستزيدوننا، الأمر واحد إلا ما اختلفنا فيه من دم عثمان ونحن منه براء) (١) .

وقد أنكر على من يسب معاوية ومن معه فقال - كما في نهج البلاغة أيضاً ـ:

(إني أكره لكم أن تكونوا سبابين، ولكنكم لو وصفتم أعمالهم وذكرتم حالهم كان أصوب في القول، وأبلغ في العذر، وقلتم مكان سبكم إياهم: اللهم أحقن دماءنا ودماءهم وأصلح ذات بيننا وبينهم..) (٢) .

فهذا السب والتكفير لم يكن من هدي علي باعتراف الكتاب الأول عند الشيعة.

ولقد وضعت أيدينا كتب الشيعة نفسها على مؤسس هذا السب والطعن لأكرم خلق الله بعد النبيين، فقالت: إنه عبد الله بن سبأ لأنه هو (أول من أظهر الطعن على أبي بكر وعمر وعثمان والصحابة وتبرأ منهم وادعى أن علياً (أمره بذلك) (٣) .

والشيعة - هي تنال من أشرف الخلق بعد الرسل والنبيين - نراها


(١) «نهج البلاغة» : ص ٤٤٨.
(٢) المصدر السابق: ص ٣٢٣.
(٣) القمي: «المقالات والفرق» : ص ٢٠، وانظر: النوبختي: «فرق الشيعة» : ص ١٩- ٢٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>