للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

معتمدة، ولعل هذا من أسباب دخول أفكارهم إلى التشيع الاثني عشري.

وقد لاحظنا أن بعض شيوخ الاثني عشرية وآياتها إذا تحدثوا عن طائفتهم ورجالها ودولها ـ نسبوا لها كل الفرق والدول والرجال المنتمين للتشيع، وإن كانوا من الإسماعيلية والباطنية أو من الزنادقة الدهرية أو من المجسمة الغلاة.

فهم إذا تحدثوا - مثلاً - عن دول الشيعة ذكروا الدولة الفاطمية في صدر دولهم مع أنها غير اثني عشرية (١) .

وإذا جاء ذكر رجالهم رأيت منهم كثيراً من رؤوس الضلال والزندقة ممن تنسب إليهم فرق ليست من الاثني عشرية.

ولكن هذه الطائفة تتبنى هذه الفرق ورجالها لأنها احتوت أفكارها وبدعها.

لهذا نرى - مثلاً - شيخ الشيعة محسن الأمين يقول عن الهشامية (٢) أتباع هشام بن الحكم..، واليونسية أتباع يونس بن عبد الرحمن القمي (٣) ، والشيطانية أتباع محمد بن النعمان "شيطان


(١) انظر: «الشيعة في الميزان» مبحث دول الشيعة: ص ١٢٧وما بعدها، وانظر: «أعيان الشيعة» : (١/٤٤، ٤٥) ، وانظر: «دول الشيعة» لمحمد جواد مغنية.
(٢) وهذه الطائفة جمعت بين ضلالها في الإمامة ضلالة التشبيه والتجسيم حتى قال الإسفراييني: (أنهم أفصحوا في التشبيه بما هو كفر محض باتفاق المسلمين) «التبصير» : ص ٤٣- ٤٤. وانظر: الأشعري: «مقالات الإسلاميين» : (١/١٠٦- ١٠٧) ، عبد القاهر البغدادي: «الفرق بين الفرق» : جـ ٦٥.
(٣) وكان في الإمامة على مذهب القطعية الذين قطعوا بموت موسى بن جعفر، وكان مفرطاً في باب التشبيه. انظر: الأشعري: «مقالات الإسلاميين» : (١/١٠٦) ، البغدادي: «الفرق بين الفرق» : ٧٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>