للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله - من الإمامية ... لا يعتد بخلافهم، فإن الخلاف في ذلك مضاف إلى قوم من أصحاب الحديث - من الشيعة - نقلوا أخباراً ضعيفة وظنوا صحتها لا يرجع بمثلها عن المعلوم المقطوع على صحته) (١) .

ولما قال ابن حزم: إن من قول الإمامية قديماً وحديثاً أن القرآن مبدل ... استثنى السيد المرتضي من هذا القول (٢) .

ويلاحظ أن "المرتضي" حكم على تلك الأخبار بالضعف وعدم القبول، لكن عالم الشيعة المعاصر جعفر النجفي.. سلك في تلك الأخبار مسلك التأويل، فقد قال بعد ذلك الكلام السابق الذي نقلناه: (فلا بد من تنزيل تلك الأخبار إما على النقص من الكلمات المخلوقة (٣) قبل النزول إلى السماء الدنيا أو بعد النزول إليها قبل النزول إلى الأرض، أو على نقص المعنى في تفسيره، والذي يقوي في نظر القاصر التنزيل على أن النقص بعد النزول إلى الأرض فيكون القرآن قسمين: قسم قرأه النبي صلى الله عليه وآله على الناس وكتبوه وظهر بينهم وقام به الإعجاز، وقسم أخفاه ولم يظهر عليه أحد سوى أمير المؤمنين عليه السلام ثم منه إلى باقي الأئمة الطاهرين، وهو الآن محفوظ عند صاحب الزمان جعلت فداه) (٤) .


(١) انظر: «التبيان» الطوسي: (١/٣) ط النجف، «مجمع البيان» الطبرسي: (١/١٥) ط صيدا.
(٢) انظر: هامش ص ١١ من هذا البحث.
(٣) لأنهم يعتقدون - كالمعتزلة - أن القرآن مخلوق.
(٤) جعفر النجفي: «حق المبين» عن هامش «الأنوار» : (٢/٣٥٩- ٣٦٠) ، «كشف الغطا» : ص ٢٩٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>